البوركيني تحايلا على قمع الرغبات البشرية الفطرية

assilzebanإن فكرة ارتداء ما يسمى بالبوركيني-والذي لم أكن قد سمعت باسمه قبل حادثة مدينة نيس- ليست سوى تحايلا على قمع الرغبات البشرية الفطرية من خلال إيجاد منفس لتلك الفطرة دون مخالفة تعاليم الدين والمجتمع. فالإنسان مفطور على حب الحياة، ولا يمكن له أن يحظى بنفسية متزنة تحت وطأة المنع من العودة إلى حضن الطبيعة الأم.
“المناكير الشرعي” مثال آخر على هذا التحايل. وهو تحايل مشروع جدا. لكن المشكلة تكمن فيمن يمارس هذا التحايل عندما يزدري ويحتقر من منحته الحياة فرصة للتواصل مع فطرته دون الاضطرار إلى التحايل. فتلك التي تنزل إلى الماء بالبوركيني تمارس حبها للحياة، لكن من خلف حجاب. وتلك التي ترتدي ملابس السباحة الطبيعية تمارس أيضا حبها للحياة. في ظل الدولة العلمانية قد تكونان شقيقتين. لكن واضعي القوانين المدنية ومنفذيها بشر. بشر يتأثرون بذاك الإرهاب الذي يطالهم في عقر دارهم ،دافعا إياهم إلى انتزاع جزء كبير من تحضرهم ومدنيتهم التي لم يصلوا إليها إلا بعد قيام ثورة مجيدة على وحشية النبلاء، واستبداله بالطبيعة البشرية التي لا يحكمها القانون. الطبيعة التي تسمح للإنسان بالحقد على كل من يمت لمن يؤذيه بصلة. وترمي به إلى بحر من التناقضات بين القوانين المتحضرة والحفاظ على أمنه وسلامته. ولما كان أمن المواطن رأس هرم الأولويات في جميع دول العالم، تتلاشى الحريات وتنكمش لتوسع الرقعة التي ينعم فيها الإنسان بالأمن على حياته. و قد أوجب الإسلام على المسلم الهجرة من أي مكان يحارب فيه في ممارساته الدينية وحرية إظهار ديانته. فهلا هجرتم حياة الترف وعدتم إلى حيث ينتمي البوركيني؟

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.