حلب زينة لولا حسين

adibelshaarحلب 18-8-2014
كان هنالك صبي مشيّب الناس اسمه حسين يقطن منطقة بانقوسا، الواقعة خارج باب الحديد، وظيفته اليومية إزعاج البدو الذين ينزلون إلى بانقوسا لقضاء أعمالهم. كان على سبيل المثال يهجم على البدوي من الخلف ليختطف عقاله ويهرب. أدت ممارسات حسين ورفاقه إلى شيوع مثل بين بعض البدو المقيمين حول حلب، نصه: حلب زينة لولا حسين. كما كان بعض الأشقياء يركضون وراء االفلاحين صائحين: حاصود بهيزو عود. روى لي المحامي الصديق مصطفى ديناوي أن بعض الفلاحين، بداية الخمسينيات من القرن العشرين، إذا نزلوا إلى حلب لقضاء حاجة لهم، ينامون ليلاً على رصيف طلعة البنوك (منطقة المصابن)، حتى الصباح، وأن أحد أبناء الحي الأشقياء كانت هوايته إزعاجهم.
وفي هذا السياق أذكر الطرفة التالية التي رواها لي الصديق المغترب السوري الأستاذ عبد العزيز ططري:
دخل بدويّ من ريف حلب المدينة لقضاء أشغال له في مناطق مختلفة، فكان يسأل و يستدلّ عن مدخل سوق الزرب …فسألوه لماذا ؟ فقال: حمد ما بيعرف باب جنين إلاّ من سوق الزرب (يعتبر سوق الزرب أبعد أسواق المدينة (بتسكين الميم) عن ياب جنين الذي كان سوق الخضرة بالجملة قبل أن تنتقل تلك الفعالية إلى سوق الهال).
أعتقد أن الممارسات غير الحميدة من قبل بعض أبناء المدينة تجاه أبناء الريف المجاور، كانت أقل مما هي عليه الآن. وتأكيداً لوجهة نظري سأورد غداً مقالة عنوانها ظاهرة التجذر السريع في حلب.
وبالطبع هنالك الكثير من الممارسات غير الجيدة من أبناء الريف تجاه أبناء المدينة سأتحدث عنها قريباً (من يتذكر في سينمات حلب: قريباً، قريباً جداً، والاثنين القادم…هههه).
أعتقد أنه يجب أخذ هذه الحساسيات البسيطة بعين الاعتبار أثناء وضع خطة المصالحة الوطنية.

About أحمد أديب شعار

الدكتور المهندس أحمد أديب شعار .. عاشق تراث حلب...له اهتمامات أدبية... سولزبري
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.