من المشاعر المتبادلة بين النازحين والأصليين

adibelshaarحلب 9-8-2014
عانى المغتربون الحلبيون منذ عشرات السنين من مشكلة المحافظة على مدخراتهم التي جمعوها في بلاد المغترب، خصوصاً دول الخليج. كان أحد الحلول شراء بيت أو أكثر في المناطق الفخمة من مدينة حلب حيث، بشكل عام، يرتفع سعرها وبالتالي لا تخسر المدخرات من قيمتها الشرائية نتيجة التضخم. ويمكن لهم أن يؤجروها طوال فترة اغترابهم. زاد توجه المغتربين نحو شراء البيوت بعد أن أصدرت الدولة التشريعات التي تمنع المستأجرين من الاستعصاء في البيوت المستأجرة. اهتزت الثقة بهذه التشريعات بعد الأحداث الأخيرة نتيجة الاستيلاء على بعض الشقق الفارغة من قبل بعض الأطراف المسلحة.
ونتيجة لاهتزاز الثقة بهذه التشريعات لجأ أصحاب كثير من البيوت إلى إسكان أقربائهم، النازحين من المناطق الساخنة، في بيوتهم. وهذا ما أدى إلى بروز ظاهرة تحسس بين بعض السكان الأصليين و وبعض السكان النازحين، لعدة أسباب (يمكن مستقبلاً إفراد مقالة خاصة لاستعراض هذه الأسباب وتحليلها). من أهمها ممارسة بعض السكان الأصليين شيئاً من التعالي على السكان النازحين. يشعر بعضهم أن هؤلاء النازحين أصبحوا يشاركونهم الموارد التي خفت منذ بدء الأحداث. لو لم يسكن هؤلاء النازحون لأخذ الأصليون حصة أكبر من مياه الشرب الشحيحة، على سبيل المثال. دفع ذلك بعض النازحين إلى التفكير في العودة إلى منازلهم، حتى لو كانت أكثر خطراً. ذكرتني هذه المشاعر باللوحة الحلبية الشهيرة التالية:
اتفق أن كان موقف باص حي باب النيرب (الشعبي) مجاوراً لموقف باص حي السبيل (الراقي)، في المنشية القديمة، أوائل الستينات. وفي حالة عبطة صعد حمدو، أحد ركاب باص باب النيرب، خطأً في باص حي السبيل قبيل إغلاق باب الباص والانطلاق. تفحص حمدو الوجوه والملابس فساوره الشك بأنه أخطأ الباص. وهنا بادر حمدو سائق الباص بالسؤال: خيّو …كنّي هل باص مو على باب النيرب؟ رد السائق: لأ خيو لأ…هادا على حي السبيل.
رد حمدو: نزلني خاي نزلني….أنا قلت هل خلق مهي خلقنا.

About أحمد أديب شعار

الدكتور المهندس أحمد أديب شعار .. عاشق تراث حلب...له اهتمامات أدبية... سولزبري
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.