السلوك العروبي في الأولمبياد الأممي !

مقدمة :
أوّل أولمبياد يُقام في قارة أمريكا اللاتينية!
ذلك هو أولمبياد ريو 2016 الذي اُفتتح قبل أيام قلائل وبالتحديد يوم 5 أغسطس الحالي!
البرازيل أصبح ثاني إثنين من الدول (بعد إستراليا) من نصف الكرة الجنوبي ينال شرف تنظيم الاولمبياد!
بينما مدينة (ريو دي جانيرو) صارت المدينة الثالثة من النصف الجنوبي بعد (ملبورن 1956 ثمّ سدني 2000) تستضيف الحدث الرياضي الأهمّ والأضخم على ظهر كوكبنا الازرق!
الألعاب الأولمبية الحديثة تقام كل أربعة أعوام .بدأت عام 1896 في أثينا اليونان ,كونها كانت مهد الألعاب الاولمبية القديمة التي أطلقها ملك ليديا (إيفينوس) عام 776 قبل الميلاد في أولمبيا على مشارف أثينا ,لتكون فترة هدنة من الحروب المستمرة يومها في بلاد الإغريق!
إنتقلت بعدها الى باريس ـ فرنسا 1900 ,ثمّ سانت لويس ـ الولايات المتحدة 1904 ثمّ لندن ـ المملكة المتحدة 1908 ,ثمّ ستوكهولم ـ السويد 1912… وصولاً الى سدني ـ أستراليا 2000 و أثينا ـ اليونان 2004 وپكين الصين 2008 ,ولندن 2012 !
هكذا إستضافتها أشهر وأهمّ مُدن و دول العالم الحُرّ الناهض المتحضّر!
(بالطبع لاتوجد مدينة عربية لها القدرة النفسيّة والإجتماعية لتحمّل إستضافة مثل هذا الحدث الرياضي المُنفتح الضخم)!
للأولمبياد رموز ومباديء وشعارات وأهداف رياضية وإنسانية على مختلف الصُعُد!
من رموز الأولمبياد :الشُعلة والبوق والعلم الأبيض ذو الحلقات الملونة التي تمثل القارات الخمس (من تصميم الفرنسي بيير دي كوبرتان 1912) ,وهو نفسه مؤسس الألعاب الأولمبيّة الحديثة!
الشعار الأولمبي يُدعى (هنديتريس) ,كلمة يونانية تعني :
أسرع أعلى أقوى!
كلّ مدينة في العالَم تستضيف هذا الحدث لها علم خاص بها وشعار للدورة مختلف عمّا سبقه ,وربّما تعويذة جميلة     

olimpicreiosymbol

(صورة لتعويدة ريو 2016)

Mascot

دُب صغير أو طائر جميل أو ,
Vinicius
الذي يمثل خليط من جميع حيوانات البرازيل!
الأولمبياد فترة سلام ومحبّة بين الشعوب ,تستغل في التنافس الرياضي!
كلّ الرياضيين من مختلف بقاع العالَم ,وجميع الناس الراغبين بالمتابعة هم مدعوون ومُرحّب بهم لحضور الاولمبياد ,دون أدنى تفرقة عنصرية تخطر على البال!
الآن لنتابع بعض أحداث هذا الاولمبياد الجميل الذي فاق حفل إفتتاحه روعةً لكل ما سبقه تقريباً!
سأركز (كما يظهر من العنوان) على التصرفات الغريبة البعيدة عن هدف وشعار الأولمبياد من بعض العربان ,بسبب طبيعة ثقافتهم وقسوتها!
***
من البداية :
1 / الزيّ البدوي والدشداشة والعقال للرجال ,والحجاب وملحقاته للنساء
نعم هو يمثّل الزيّ الشعبي في تلك البلاد ,لكنّه يبقى غريب متخلف خارج نطاق الصلاحية في الإستعمال المُريح العملي المفيد!
والذي يقول أنّ المظهر لا علاقة له بالجوهر فهو عتيق الفهم والثقافة لم يتابع التطوّرات النفسية و الإجتماعيّة والعلمية في هذا المجال!
2 / إعتقال المُلاكم المغربي (حسن السعادة) لمحاولته إغتصاب عاملتي نظافة في القرية الأولمبية! ربّما ظنّ أنّه في حالة غزوة نكاح !
3 / الفريق اللبناني يُمارس العنصرية القومجيّة العروبية المشهورة فيرفض الجلوس في باص واحد مع الفريق الإسرائيلي !
يعني بالضبط عكس الروح الرياضيّة والمحبة والإنسانية التي تدعو لها الحركة الأولمبية!
4 / الحكم الإسلامي التركي (جونيت تشاكير)مباراة الجزائر و الأرجنتين مارس كلّ أنواع التحيّز المعقول والمُبالَغ فيه ,أنذرَ لاعبين من الارجنتين بلا سبب يذكر ,ثم طردَ أحدهم قبل نهاية الشوط الأوّل بقليل!
طبعاً هو يتصرف كذلك على إعتبار الجزائر (الأمازيغية أصلاً) هي إسلاميّة ,مثل سيّده أردوغان العصمنلي!
5 / بعض الرياضيين يغشّون ويخالفون اللوائح والقوانين الرياضية الأولمبية بإستخدام أنواع من المنشطات لتعظيم إنجازهم وهذا ما تردّد كثيراً مؤخراً من الروس بعلم حكومتهم وتقنينها للموضوع !
بينما مفهوم العرب عموماً والمسلمين خصوصاً عن المسابقات الرياضية بما فيها الاولمبية هو الفوز بأيّ ثمن وبأيّ طريقة ,دون أدنى إعتبار للمستوى الفنّي و الأخلاقي الذي يهّم الجماهير في كلّ مكان!
ومَنْ يصعب عليه فهم ما أقول فليتذكر مباراة العراق والبرازيل بكرة القدم على سبيل المثال ,ليعلم مقدار الوقت الذي أهدره العراقيّون عامدين متعمدين للخروج متعادلين حتى بلا أهداف! فما طعم وحلاوة ذلك؟
***
الخلاصة :
تلك كانت خمسة أمثلة من 3 أيام الأولى ,عن تصرفات بائسة بعيدة عن الروح الرياضية التي هي شعار الرياضة عموماً والأولمبياد خصوصاً.
ناهيك عن عشرات غيرها لا نعلمها (البرازيليّون يعلمونها) أو لم تُنشَر بعد ,تدين القائمين بها (والمفروض) تمنعهم عن حضور الأولمبياد العالمي الحرّ بداعي مخالفتهم المباديء الأولمبية الإنسانية الجميلة!
[رفاق إبداع يُريد المُبدِع ,أؤلئك الذين يعرفون كيف يشحذون مَناجلهم رفاق حصاد ورفاق إحتفال بالعيد] فريدريك نيتشه!
***
روابط
الأوّل / الملاكم المغربي!
http://www.france24.com/ar/20160805

الثاني / الفريق اللبناني !
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/08/160806_rio_2016_lebanese_athlets_israel_team

رعد الحافظ
8 أغسطس 2015

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.