فهلا عدتما لنتعلم منكما أن القتل حرام والموسيقى حلال؟

assilzebanكان جدي يميل عقاله كلما ظهرت سميرة توفيق على شاشة التلفزيون وكأنها تراه. يتغزل بها ويطرب لمواويلها. يصحو قبل أذان الفجر ليعزف سيمفونيته على المهباش ثم يملأ دلة القهوة ليبدأ يومه بفنجان الكيف الذي يوقظ جميع حواسه. جدتي ،التي كان “الدق” يزين وجهها ويديها، لم يقلقها يوما ظهور خصلة من شعرها. ستشعر عندما تجلس أمامها بأن سن الذهب في فمها له غرض واحد: دفعها إلى الابتسام. أما دخان غليونها فقد كان دعوة لنساء القرية للسمر.
خلطة سحرية قوامها الموسيقى، الجمال، السهر، التبغ والقهوة جعلتهما وأهل القرية أناسا مسالمين لا يعرفون الفرق بين الجمعة والأحد. فهناك قهوة وغليون كل يوم.
فهلا عدتما لنتعلم منكما أن القتل حرام والموسيقى حلال؟ هلا نفخت بغليونك يا جدتي مرة أخيرة عل مشاهد الذبح اليومي تتبدد مع خطوط دخانه؟ هلا ابتسمت ليعمي نور سنك الذهبي عيون من يريد لأرضك الخراب؟ هلا غزلت لنا علما فيه نجمة دون هلال؟ هلا دققت المهباش يا جدي مرات ومرات ليعلو صوت الفرح فوق أصوات التكفير والتحريم؟ هلا أخبرتهم أن غض البصر عن جمال سميرة توفيق حرام؟

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.