فَرملوا شهواتكم

muf44تناقلت المواقع الالكترونيّة وشبكات التواصل الاجتماعيّ خبر الاعتداء السّافر على زوج وزوجته من عرب الداخل في وسط مدينة نابلس الفلسطينيّة، من قبل شباب كُثُر بحجّة انّ المرأة تلبس تنورة قصيرة بعض الشيء !!!
تنورة …. نعم تنورة ..فالمرأة ” المُجرمة” تلبس تنورة، فلم يُعجب هذا الأمر اولئك “البشر” فهمّوا بل اعتدوا على زوجها وعليها دفاعًا عن الشَّرَف وعن الله !!!
ونسي هؤلاء القوم أنّ الشَّرف غير منوط ابدًا باللباس ونوعه وقصره وطوله ، فهناك من تفعل الفحشاء وهي تتغطّى حتى اخمص القدمين.
ثمّ ان هذا الامر هو حريّة شخصيّة – رغم انني اميل الى اللباس المقبول والمعقول – فلتلبس المرأة ما تشاء شريطة ان تحافظ على الذوق العامّ ، فهي أوّلًا وأخيرًا لها رأيها وحريّتها ولها زوجها الذي يوافقها الرأي والذوق ، وأنت أخي الأنسان أيًّا كُنْتَ بمقدوركَ ان تنظر وتُمتِّع ناظريْكَ!!! وبمقدورك أيضًا ان تغضَّ الطَّرْفَ مثلي وتمرّ وكأن شيئًا لم يكن، وفي كلّ الحالات عليك فرملة شهواتك وكبتها ، وهُنا يظهر ايمانك وعفافك وانضباطك ومخافة الله في داخلك والقدرة على كسر جموح الشيطان الذي يتجلّى بعربدة الشهوات فينا.
غريب أمرنا نحن الشرقيين ، فالمرأة مُذنبة في كلّ الاحوال ، فلباسها القصير نوعًا هيَّجَ غرائز الرجل فيروح ” المسكين” يتحرّش بها، ونروح نحن نجد له التبريرات ..إنّها هي ، فقد اظهرت هذه أل….بعض مفاتنها ، انّها السبب والمُسبّب .
أترى ان الأمر صحيح ؟ أم انّ عقليتنا الضّاجّة بالجوع الجنسيّ هي السبب ؟ فلماذا اذًا لا يفعلها الغربيّ والنساء هناك بالشورطات؟ ..ثمّ ان كان الامر كذلك فلماذا تتبوأ مصر ودولنا العربية قصب السَّبق في دنيا التحرّش الجنسيّ في العالم ، واللباس هناك على ما هو عليه؟!
ان الخلل ليس بالمرأة بل في عقليتنا المريضة وانفلاتنا ونظرتنا الدّونيّة الى المرأة.
ويبقى السؤال هو : ما الحاجة اذن وبعد هذا العمل ان نتسوّق من هناك و “حُسن الاستقبال ” هذا يتكرر ” ؟
وما الحاجة الى تبذير 200 شاقل ثمن الوقود لنعود ببضاعة قد نشتري افضل منها هنا من الداخل ، واكثر ضمانة وبنفس السعر وبأكثر كرامة ولا تنورة ولا يحزنون ؟
قد اكون مخطئًا ..فاعذروني !!!!

About زهير دعيم

زهير دعيم زهير عزيز دعيم كاتب وشاعر ، ولد في عبلّين في 1954|224. انهى دراسته الثانويّة في المدرسة البلديّة "أ" في حيفا. يحمل اللقب الاول في التربية واللاهوت ، وحاصل على شهادة الماجستير الفخرية في الأدب العربي من الجامعة التطبيقيّة في ميونيخ الالمانيّة. عمل في سلك التدريس لأكثر من ثلاثة عقود ونصف . حاز على الجائزة الاولى للمسرحيات من المجلس الشعبيّ للآداب والفنون عن مسرحيته " الحطّاب الباسل " سنة 1987 . نشر وينشر القصص والمقالات الاجتماعية والرّوحيّة وقصص الأطفال في الكثير من الصحف المحليّة والعالمية والمواقع الالكترونية.عمل محرّرًا في الكثير من الصحف المحلّية.فازت معظم قصصه للاطفال بالمراكز الاولى في مسيرة الكتاب. صدر له : 1. نغم المحبّة – مجموعة خواطر وقصص – 1978 حيفا 2. كأس وقنديل – مجموعة قصصيّة –1989 حيفا 3. الجسر – مجموعة قصصيّة حيفا 1990 4. هدير الشلال الآتي – شعر 1992 5. الوجه الآخَر للقمر مجموعة قصصيّة 1994 6. موكب الزمن - شعر 2001 7. الحبّ أقوى – قصّة للأطفال 2002 ( مُترجمة للانجليزيّة ) 8. الحطاب الباسل- 2002 9. أمل على الطّريق -شعر الناصرة 2002 10. كيف نجا صوصو – قصة للأطفال (مُترجمة للانجليزيّة ) 11. العطاء أغبط من الأخذ –قصة للأطفال 2005 12. عيد الأمّ –للأطفال 2005 13. الخيار الأفضل – للشبيبة -2006 14. الظلم لن يدوم – للشبيبة 2006 15. الجار ولو جار – للأطفال 16. بابا نويل ومحمود الصّغير – للأطفال 2008 17. الرّاعي الصّالح –للأطفال 2008 18. يوم جديد – للأطفال 2008 19. الفستان الليلكيّ – للأطفال 2009 20. غفران وعاصي – للاطفال 2009 21. غندورة الطيّبة – للأطفال 2010
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.