نخوتنا العربيّة فالصو

womviolقرأت اليوم الجمعة 2016 \ 6 \ 17 خبرًا في احدى الصُّحف الشفاعمرية أزعجني جدًّا بل آلمني؛ خبرًا بل قل فيلمًا مرعبًا ترويه ” بطلته ” وهي احدى المُربيّات الفاضلات والتي أعرفها منذ سنين كثيرة وأكنّ لها التقدير والإعجاب ، هذه المربيّة كانت في طريقها للقيام بواجب العزاء في عصر أحد الأيام في شفاعمرو- مدينة القلعة –فهاجمها ودون سابق انذار رجل مختلّ نفسيّا له سوابق عديدة في مثل هذه الامور واعتدى عليها وأشبعها لكمًا ولطمًا وركلًا والكلّ يتفرّج ظنًّا منهم أنّها زوجته ، والمربيّة تستنجد وتستغيث وتطلب المعونة ولكن لا حياة لمن تنادي.
شعبنا – ليس في شفاعمرو فقط – بل في كلّ مكان تحت الشمس في وطننا ، شعب بارد – عُذرًا- شعب لا مبالٍ يتشدق بالخير والنخوة والمحبّة واغاثة الملهوف تشدقًا ليس الّا ، فينطبق عليه القول المأثور : ” أسمع جعجعةً ولا أرى طحنًا “..وشوفوني يا ناس ، مظاهر لا غطاء ولا طائل لا تحتها ولا فوقها..
فلنحسب جدلًا أنّ هذه المرأة التي تُركل وتهان وتُضرب فعلًا هي زوجة هذا الرجل الظالم والفظّ أليس من واجب وحقّ الرجولة علينا ومن واجب والانسانيّة أن نهبّ لحمايتها من براثنه بل وتأنيبه على فعلته ، فعهد العبودية والدّونيّة انقضى وولّى الى غير رجعة ، وليس من حقّ الزوج ابدًا أن يستعمل رجولته !!!! في مثل هذا التصرّفات التي تحطّ من قيمة الحيوان – عذرًا قصدت الانسان-
والسؤال هو : أين النخوة العربيّة التي نتشدّق بها ليل نهار؟ أين الانسانيّة التي جعلتنا نسمو فوق الوحشيّة التي تجلّت في هذا الاعتداء الآثم؟
تذكرني هذه القصة الحزينة المأساويّة بمقولة : ” بعدي الطّوفان” وكما قالت العرب وما زالت تقول :” إن حادتْ عن ظهري بسيطة ” .. بسيطة !!! فليحسب كلّ واحد منّا ان هذه المربيّة الفاضلة المعتدى عليها دون أيّ ذَنْب هي أمّه ، أخته ، زوجته ، بنته ، فهل يرضى ويريدها أن تشبع ضربًا والناس يتفرّجون؟ أو في افضل الحالات يمرّون مرّ الكرام وكأنَّ لسان حالهم يقول : شو خصنّي ..يصطفلوا!!
ثمّ أين المؤسسات التي تهتمّ بمثل هذا الانسان والذي لا الومه هو ؟ بل الوم الاطر التي افلته وجعلته رصاصة طائشة قد تصيب كلّ واحد فينا .
حقيقة أنا لا اضع اللوم عليه فهو لا يدري ما يفعل ، فالعقل زينة وأكثر.
المربيّة الفاضلة : ما زال في الدُّنيا خير ، وقديمًا قالوا : ” إن خليت بليت” ..حظّك كان تعيسًا فإنّ الذين مرّوا وقت الاعتداء من الصنف الذي اريده ان يتغيّر ويتبدّل ويشعر مع الغير بل ويشعر مع مجتمعه وأنّ اللامبالاة آفة تصبغ حياتنا بالمرارة والتعاسة ، ” ومكانك عًد” .
أشدّ على يديك المربيّة الفاضلة والقديرة وأقول لا يضير الشمس غيمة صغيرة تغطّي للحظات وجهها ، فهي ستنجلي حتمًا بعد لحظات او تندثر وتسقط رذاذًا.. 

الصورة رمزية من الارشيف

About زهير دعيم

زهير دعيم زهير عزيز دعيم كاتب وشاعر ، ولد في عبلّين في 1954|224. انهى دراسته الثانويّة في المدرسة البلديّة "أ" في حيفا. يحمل اللقب الاول في التربية واللاهوت ، وحاصل على شهادة الماجستير الفخرية في الأدب العربي من الجامعة التطبيقيّة في ميونيخ الالمانيّة. عمل في سلك التدريس لأكثر من ثلاثة عقود ونصف . حاز على الجائزة الاولى للمسرحيات من المجلس الشعبيّ للآداب والفنون عن مسرحيته " الحطّاب الباسل " سنة 1987 . نشر وينشر القصص والمقالات الاجتماعية والرّوحيّة وقصص الأطفال في الكثير من الصحف المحليّة والعالمية والمواقع الالكترونية.عمل محرّرًا في الكثير من الصحف المحلّية.فازت معظم قصصه للاطفال بالمراكز الاولى في مسيرة الكتاب. صدر له : 1. نغم المحبّة – مجموعة خواطر وقصص – 1978 حيفا 2. كأس وقنديل – مجموعة قصصيّة –1989 حيفا 3. الجسر – مجموعة قصصيّة حيفا 1990 4. هدير الشلال الآتي – شعر 1992 5. الوجه الآخَر للقمر مجموعة قصصيّة 1994 6. موكب الزمن - شعر 2001 7. الحبّ أقوى – قصّة للأطفال 2002 ( مُترجمة للانجليزيّة ) 8. الحطاب الباسل- 2002 9. أمل على الطّريق -شعر الناصرة 2002 10. كيف نجا صوصو – قصة للأطفال (مُترجمة للانجليزيّة ) 11. العطاء أغبط من الأخذ –قصة للأطفال 2005 12. عيد الأمّ –للأطفال 2005 13. الخيار الأفضل – للشبيبة -2006 14. الظلم لن يدوم – للشبيبة 2006 15. الجار ولو جار – للأطفال 16. بابا نويل ومحمود الصّغير – للأطفال 2008 17. الرّاعي الصّالح –للأطفال 2008 18. يوم جديد – للأطفال 2008 19. الفستان الليلكيّ – للأطفال 2009 20. غفران وعاصي – للاطفال 2009 21. غندورة الطيّبة – للأطفال 2010
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.