معهد الترجمة بموسكو .. وسلسلة” المكتبة الروسية”

عبدالله حبه – موسكو
يعتزم معهد الترجمة بموسكو العمل على اصدار سلسلة كتب بعنوان ” المكتبة الروسية” بهدف نشر الادب الروسي في العالم العربي. علما ان هذا المعهد قد تأسس في 31 مايو عام 2011 ، وافلح الآن في بدء دعم اصدار “المكتبة الروسية” باللغتين الانكليزية والصينية، وكذلك دعم اصدار عشرات أعمال الكتاب الروس المترجمة الى العربية . وفي العام الحالي سيتولى دعم اصدار أعمال أنطون تشيخوف من قبل ” دار المدى ” وروايات اندريه بلاتونوف من قبل دار “سؤال” اللبنانية ورواية ” الحرس الابيض” وكتاب تاريخي للباحث المعروف ليف غوميليوف ” من روس الى روسيا” من قبل المركز القومي للترجمة في القاهرة وعدة اعمال أخرى تنشرها دور النشر العربية.

يفجيني روزنيتشينكو

يفجيني روزنيتشينكو

وفي لقاء لقاء مع يفجيني روزنيتشينكو مدير المعهد قال : ان فكرة المعهد قد أملتها ظروف البلاد ، ومثل هذه المعاهد موجودة في بلدان أخرى مثل معهد غوته الالماني ومعهد سرفانتس في اسبانيا وهناك معاهد في بلغاريا وسلوفاكيا وفرنسا وغيرها من البلدان. وحسب قوله فأن اتحاد الكتاب السوفييت قام قبل عام 1990 بدعم دور النشر ” التقدم ” و” مير” ورادوغا” التي كانت تنشر تراجم أعمال الادباء في البلاد الى عدد من اللغات الاجنبية ومنها العربية . لكن بعد زوال الاتحاد السوفيتي، توقف هذا العمل حيث انقسم الاتحاد الى عدة اتحادات. علما إن اصدار الكتب كان آنذاك لا يتسم بصفة تجارية. وعند اغلاق دور النشر المذكورة، واصل المترجمون القدامى العمل من دون دعم حكومي. لكن لم يظهر مترجمون شباب، لأن الجيل الجديد يسعى الى كسب الرزق اللائق في ظروف البلاد الجديدة، وصاروا يترجمون النصوص غير الادبية بسبب حاجة الشركات والمؤسسات المختلفة لها. وبهذا تدهورت أوضاع الترجمة الادبية لاسيما بعد رحيل العديد من المترجمين القدامى ومن بينهم المترجمون الى اللغة العربية.
وقال روزنيتشينكو : لقد انتبهت السلطات الى هذا الوضع في عام 1999 حين اظهرت الاحصاءات ان خمسة كتب ادبية فقط ترجمت الى اللغة الانكليزية خلال العام. وكان الحال أسوأ من هذا بالنسبة الى اللغات الأخرى. فعقد في عام 2010 المؤتمر الدولي للمترجمين بموسكو الذي طلب من الحكومة الروسية تقديم الدعم في نشر الادب الروسي في الخارج. وأمرت الحكومة بدراسة موضوع نشر الادب الروسي بمشاركة المكتبات والجامعات ودور النشر و” بيت بوشكين” التابع لاكاديمية العلوم الروسية.
بدأ بعد هذا تأسيس معهد الترجمة بمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية لتقديم الدعم الى دور النشر الاجنبية في نشر الادب الروسي والبحث عن اسواق لبيع الكتب ليس الى النخبة فقط. والهدف من هذا ان يستطيع اي أنسان في العراق ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة على حد سواء شراء الكتب بأسعار معقولة. ولم يشترط ان يكون مدير المعهد مترجماً، بل ان يكون خبيرا في الادب . ويوجد في المعهد مجلس رقابة يتألف من 15 شخصا من الخبراء من بينهم فلاديمير تولستوي حفيد الكاتب الروسي الكبير ليف تولستوي، ويعمل حاليا مستشارا لدى الرئيس الروسي في قضايا الادب. ويجتمع المجلس سنويا ويقدم تقريرا عن عمله وينتخب رئيسا للمجلس لمدة سنة واحدة ، ويحدد خطة العمل للعام القادم . علما ان جميع الاعضاء ينتمون الى المحافل الادبية المختلفة.
كما يوجد في المعهد مجلس الخبراء المؤلف من 14 شخصا من الباحثين والنقاد واصحاب الخبرة في مجال النشر ومعرفة بأحوال السوق في مختلف المناطق. بالاضافة الى ذلك يجب ان تكون لديهم علاقات مع المترجمين المعروفين في البلدان الاخرى.
وقد شارك المعهد في عدة معارض دولية للكتب وقدم هناك برامجه. وفي العام الماضي تلقى المعهد 26 طلبا لتقديم الدعم الى الناشرين والمترجمين. وعادة ما يجري الإجابة على الطلب خلال شهر بعد معرفة قدرات دار النشر والمترجم وموافقة اللجنة المختصة على نشر الكتاب. واشير بهذا الصدد الى ان ميزانيتنا للدعم محدودة حيث تشمل العديد من البلدان ومنها العربية . وقد بدأنا التعاون مع دور النشر العربية في عام 2012 . ولكن وياللأسف ظهرت شكوك بصدد نوعية الترجمة واصالتها لبعض الكتب (حيث ترجم بعضها من الانكليزية والفرنسية وليس من الروسية) ومكانة دور النشر في السوق. وتبين ان بعضهم خدعونا.
وأضاف روزنيتشينكو قائلا : نحن لا ندعم أكثر من 3 كتب لمؤلف واحد و3 كتب لمترجم واحد و3 كتب لدار نشر واحدة . ولدينا قيد التنفيذ الآن مشروعان لاصدار “المكتبة الروسية ” باللغتين الانكليزية والصينية ، بينما يتألف المشروع العام اصدارها بعدة لغات منها الفرنسية والالمانية والاسبانية والبرتغالية والصينية والعربية واليابانية . وتتألف المكتبة الواحدة من 100 مجلد. ونحن نسعى الى التعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية في مختلف البلدان لتنفيذ المشروع.
7/6/2016

About عبدالله حبه

ولد عبدالله محمد حسن حبه في بغداد وفي محلة صبابيغ الآل عام 1936. انهى الدراسة الابتدائية في المدرسة الجعفرية والمتوسطة في مدرسة الرصافة المتوسطة في السنك والثانوية في الاعدادية المركزية. وانهى الدراسة الجامعية في كلية الآداب فرع اللغة الانجليزية. أنهى معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل. وحصل على بعثة لدراسة الدكتوراه في الاتحاد السوفييتي ونال الشهادة من معهد غيتيس للتمثيل في منتصف الستينيات. في بداية مشواره الفني مارس الرسم لعدة سنوات، إلى جانب كتابته للقصة. وأصدر مع صديقه القاص منير عبد الأمير مجموعة قصصية تحت عنوان "الحصان الأخضر" في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. عمل في الصحافة الفنية وتحديداً في مجلة السينما التي كان يصدرها الفنان كاميران حسني في الخمسينيات من القرن الماضي. ثم انتقل للعمل في المجال المسرحي، وفي البداية مع الفنان جعفر السعدي ثم الفنان جاسم العبودي ثم انتسب الى فرقة المسرح الحديث قبل سفره الى الاتحاد السوفييتي عام 1960. شارك في التمثيل في الجامعة وفي اخراج عدد من المسرحيات في كليان بغداد، كما شارك في التمثيل في عدد من المسرحيات وفي تصميم الديكورات والمكياج للفرق التي عمل معها في تلك الفترة. ومنذ منتصف الستينيات توجه للترجمة من اللغة الروسية في موسكو،وترجم للعديد من فطاحل الأدب الروسي الكلاسيكيين والمعاصرين. عمل في وكالة تاس في موسكو وفي عدد من الصحف الصادرة ياللغة العربية في موسكو وفي عدد من البلدان العربية، ثم عمل لفترة في تلفزيو روسيا باللغة العربية، وعاد الآن للعمل في وكالة تاس.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.