يا طاووس ابو راسين

rodenyمعظمنا رأى او سمع بالحية ام رأسين حتى انها اغرت بعض المطربين ليغنوا “ياحية يا أم راسين طيحي بجدرهم
” ولكن القليل منّا رأى طاووسا ابو راسين.
بسيطة جدا ، يمكنكم الاستعانة بعمنا “غوغل” وتطلبو منه هذا الطاووس.
ويبدو ان احد المستشارين الاعلاميين في حكومتنا الرشيدة وفي حالة من التألق الفكري مع قليل من “الجاجيك” اراد من الحكومة ان تتبع حركات هذا الطاووس في سياستها ضد المتظاهرين.
هذه الحكومة غلبت الطاووس ابو راسين وتفرعنت واصبح لها عدة رؤوس، رأس منها يلطم فرحا بالتجربة الديمقراطية التي اثارت غيرة الدول المجاورة وبعثوا الوفود تلو الوفود الى بغداد لللاطلاع على هذه الديمقراطية الجديدة في العراق، ورأس آخر لم ينفصل عن جسم الحكومة وبدأ باستعمال الغاز المسيل للدموع، رأس ثالث كان يملك صوتا خافتا وهو يصيح: حافظوا على الاصلاحات فانها توشك ان تنجز بعد مرور 12 سنة من الغزو الامريكي.
ويطأطى الرأس الثالث رأسه خجلا وهو ينادي بصوت يكاد لايسمع : نحن في الطريق الى تحرير الموصل والانبار والقصبات المحيطة بهما ولن ننسى بقية المحافظات التي تضم خلايا نائمة.
كان اولاد المحة يبحثون قبل يومين وسط التظاهرات عن مفقودين اولهما المندسين (وقيل المندسون) بين الشباب وثانيهما رأس الديمقراطية الجديدة.
مهما يكن من أمر ومهما توالت الملاحظات هلى هذه التظاهرة فكان الاجدر بحكومتنا (قدس) ان تفتح صدرها لهؤلاء وتسألهم عما يريدون خصوصا وان معظم “رجال” المنطقة الخضراء يجيدون التمثيل بدليل تصريحاتهم على القنوات الفضائية.
ولكن أنى لهذه الحكومة ان تمتلك الجرأة لتفعل ذلك، انها تماما مثل ذاك المراهق الذي يكابر ويعاند ابيه (وقيل اباه) رغم شعوره بما اقترف من خطأ.
لاندري كيف سيتعاملون مع شهداء هذه الانتفاضة فهل ينتدبون مسؤولا لحضور مجالس العزاء؟ بالتأكيد لا فانه سيكون معرضا للقتل ولا أحد يلومهم على ذلك أم يمدون اياديهم الى الخزينة ويرشون اولياء الضحايا بكم دولار؟.
لقد قرروا ،والكلام لمصدر مقرّب من السلطة، ان الحكومة ستكتفي باصدار بيان تقول فيه: رحم الله المندسين والمندسات والبعثيين والبعثيات والداعشيين والداعشيات ونسأل الله ان يتغمد الابرياء بواسع رحمته.
ولكنهم لايدركون ان الدماء التي اسيلت لن تذهب هدرا رغم ان كلها دم الشيعة الابرياء وستكون رؤوس الطاووس في مهب الريح.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.