خواطر -انتفاضية- عن عراق الامس

rodenyسرت امس بعض الدماء في عروق بغداد واشعل الشباب فتيل الضوء.
زحف بعض الشباب من مدينة الثورة الى المنطقة الخضراء بينما شهدت ساحة التحرير نهوضا مميزا اعده شباب العراق.
واستجابات العديد من المحافظات لهذه التظاهرة واعد شبابها مسيرات في الساحات وبعضها طوّق مبنى المحافظات.
وحاول العديد من اولاد الملحة ايقاظ القوى بتلك التي تدعي “اليسار الديمقراطي” ولكن لافائدة لأنهم خلقوا للفرجة فقط.
التظاهرات جاءت عفوية ولم يجد الشباب من مساند لهم في تنظيمها على الاقل.
ولهذا استشهد العديد من الصحفيين وعدد آخر من المواطنين عدا الجرحى.
لم يجد العبادي بدا من نا يلطم ويصيح كعادته دائما: انهم مجموعة من المندسين والدواعش جاءوا ليحطموا تجربتنا الديمقراطية التي تغزلت بها كل دول الجوار.
لاندري كيف من الممكن ان “يرهم” الغاز المسيل للدموع مع الديمقراطية.
هرب الكثيرون من “رجال” المنطقة الخضراء كعادتهم الى البراري القريبة بعد ان بات من المستحيل ايقاف مد الشباب وهم يزحفون الى هناك.
لقد كانت فرصة امام قوى الامن ان تحتضن التظاهرة وتقودها لأسقاط الحكومة ولكن “لقمة” العيش غالية.
كل هذا “بكوم” وبعض الشباب الخرنكعي “بكوم”، فقد ارادوا لفت الانظار اليهم والهاء العديد من متصحفي موقع التواصل الاجتماعي عبر نشر العديد من الصور الاباحية في الفيس بوك ولاندري ماهو المقصود بها؟. هل لأنهم لايريدون التظاهرات او انهم امروا بنشر هذه الصور بينما كانت الموقع الاخرى تنشر اول بأول اخبار الاحتجاجات,
على كل حال كانوا ومازالوا سقط المتاع ولو احضرت اطنان من بودرة الغسيل لتنظيفهم لما نجحت في نظافتهم لأنهم ببساطة رعاع ومجموعة “دثو” ،عذرا لااستطيع جمع كلمة دثو فقد غابت عني الان.
ويأتي آخر ليستذكر من ذاكرته المريضة “القائد” جمال عبد الناصر ويتمنى ان يكون حاضرا اليوم”، لكن هذا الآخر نسى ان عهده شهد مقتل 120 ألف جندي مصري في حرب اليمن ايام عهد السلال وكان يستدعي العداوة مع عبد الكريم قاسم حتى اسقطه بعد ان احتضن فصائل البعث وكان بحق ديكتاتورا “قشمر” الناس يالقومية العربية وكانت امريكا التي جاءت به الى الحكم تلعب به كما قطع الشطرنج الى ان خلصت اوراقه فاعطوه السم.
ماعلينا……
اقسم لكم ايها المتظاهرون الشباب انكم اثلجتم صدر كل من تابع ماقمتم به رغم كل شيء والفتيلة اشتعلت وليس هناك من يستطيع اطفائها رغم منع التجول.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.