فيروز…. ماكو امل

rahbaniاليوم رح اقلد نزار قباني اللي كتب بعد نكسة حزيران ردا على انشودة اجراس العودة لفيروز قصيدة يقول فيها
عـفواً فـيروزُ ومعـذرة ً …. أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع)
لكن انا ساكتبها كمقالة وردا على اغنية اخرى لفيروز
قبل يومين استمعت الى اغنية للاسطورة تقول باللهجة اللبنانية : ” اي …فيه امل”
ورغم ان الاغنية تخاطب الحبيب لكني تظاهرت ان الكلمات تخاطب الوطن
وتساءلت مع نفسي ….هل هناك امل ؟
وتأتيني الاجابة لكمة على الوجه اقوى من لكمات مايك تايسون (الذي ضحكنا على انفسنا انه صار مسلما واصبح اسمه مالك تايسون وتبين انها كذب كباقي التخاريف التي يختلقها لنا مرتزقة الدين كل يوم …و كأن حياتنا ستصبح وردية اذا مايك تايسن صار مسلم )
الاجابة المفجعة التي جاءتني ردا على تساؤلي (وعسى ان افهمها هذه المرة) هي…لا امل …ماكو امل…….مفيش امل …ما في امل .. نهي امل (هاي بالهندي).. افتهمت يايونس؟
انها ليست مشكلتنا نحن العراقيين فقط …انها مشكلة كل العالم الذي يسمونه اسلامي ….
نحن بشر من طينة مختلفة …حصة العقل التي تم توزيعها علينا كانت اقل بكثير مما يتطلبه العيش في عالم اليوم .. لكن تم اعطاؤنا بالمقابل حصصا مضاعفة من العناد الاجوف والعزة بالاثم والكبرياء الفارغة واوهام العظمة و الاصرار على الخطأ
يا بشر يا ناقص
هذا العالم اليوم لايمكن ان يمشي او يدار بالدين…. ولايمكن ان تزدهر البلدان بالدين ولايمكن ان يصير براسنا خير بالدين …اي دين…. واولهم الدين الذي يخضع اتباعه لمجموعة من الديناصورات المنقرضة والتي احييناها بغبائنا لتلعب بعقولنا وتديرها يمينا ويسارا وتعبئها بالتخاريف والاوهام من قصص وحكايات واحاديث لا نعرف من الفها وجعلها جزءا من عقلنا الجمعي كي تبقى اغلبيتنا الساحقة تجترها و تتمسك بها وتوقف عقولها عن النمو …

يقتلونني حين يقولون ان ديننا يدعو الى الخير والعلم والمحبة والتسامح
لعد وينها يا شرفاء يا مؤمنين يا خير امة …وينها ؟
الا تدلوني اين نجد مكارم الاخلاق هذه…الدين يدعو؟ طيب لماذا لا احد يطبق ؟
مرت بنا في الماضي فترات لاحت لنا فيها بارقات امل في ان شعوبنا قد بدأت تعي اين يكمن الخير الحقيقي والتقدم والازدهار والتحضر لكنها لم تدم الا سنوات قليلة، ثم بدأت تهجم علينا هوجات متلاحقة من التخلف القاتل على شكل اعاصير من السعار الديني الذي اسموه صحوة وهو غيبوبة عقل واخلاق واحاسيس وضمير
لا اريد ان اتجاوز على الاخرين فساتكلم فقط عن بلادي التي كانت يوما ما بلادا جميلة شعبها بمجمله طيب متسامح يحب الحياة ، كنت تستطيع ان تمشي في شوارع بغداد والموصل والبصرة وباقي المدن دون ان تخاف من الغيلان والاوباش ،فماذا حدث؟
كل من لديه عقل يعرف ان السوء زاد وتفاقم مع زيادة المد الديني الذي بدأ منذ نهاية السبعينيات.. وكلما كثر المصلون ومرتديات الحجاب زاد الشر وانعدمت الاخلاق في التعامل بين البشر … من ينسى الحملة الايمانية التي لم تجلب لنا الا الفساد والنفاق ، جتى جاءت ذروة النتانة بوصول العمائم الى الحكم ليتحول العراق الى ملعب للشرور والاجرام و الانجطاط الاخلاقي …تحت راية حب آل البيت هذه المرة …
هل طالعتم هذه الايام (ايام الزيارة الكربلائية) صور السياسيين الملتحين وهم يلبسون السواد ويرسمون على خلقهم الزفرة معالم الحزن ويضربون صدروهم بايديهم (ليش مو زناجيل ؟ ليش مو قامات ؟ نعم صحيح تلك بس للجهلة… بينما سياسيونا ما شاء لله مخلوقات رقيقة تلطم على الحسين بالطريقة الفرنسية) ، كم صورة نراها اليوم وقادة العراق التحف لازمين صواني لفات فلافل وشربت يوزعونها على الزائرين في موسم الدجل السنوي ليثبتوا بالصورة انهم قاموا بواجباتهم في خدمة زوار الحسين ،
اما واجباتهم في خدمة امة العراق….. فبالقندرة …..الا مليون قندرة على عمايمكم ووجوهكم الملتحية بالنفاق
و ردا على عاصفة التشيع التي اجتاحت العراق كان لابد ان تقابلها عاصفة مجنونة اخرى من الوجه الاخر للطائفية …وهكذا ارسلت لنا بلاد الاسلام الحنيف قطعان داعش ، خنازير الدين الذين لايعرفون من الدين الا النحر والبتر والجلد وكله من احل اعلاء راية الاسلام خفاقة عالية ولتذهب الانسانية الى الجحيم …اذا باقي منها شي !
هذا هو حال البلد…. والطرفان يتشدقان بالدين ….وجيب بطن تتحمل
كل ذلك وتغني صوت الحب فيروز : اي في امل ….
لا عيني ام زياد… لا ….مافي امل
الامل موجود عندما تكون هناك قلوب رحيمة …وقد انعدمت لدينا
الامل موجود عندما يكون هناك بصيص عقل …وقد انطفأ لدينا
الامل موجود عندما نتحلى برذاذ انسانية…وقد تبخرت تماما لدينا
الامل موجود عندما نتمسك ببقايا كرامة واحترام النفس ، وقد مسحنا بها الارض في بلادنا كي يمشي عليها قادتنا الجدد من احفاد ذوات الرايات الحمر… واتباعهم من ذوي المؤخرات الحمر
الامل موجود عندما يكون هناك مسحة من جمال …ونظرة الى خلق العربنجية و الدلالات اللذين يمثلون الشعب المصخم في مجلس الدواب تكفي لان تجعل هذا الامل الاكشر يضع دشداشته في فمه ويطلق ساقيه للريح ويطلب اللجوء الى كازاخستان!
الامل الوحيد في المعجزات ..وزمان المعجزات ولى
لذل اعلن منذ اليوم…. كفري

About يونس حنون

كاتب عراقي ليبرالي مواليد عام 1958 وطبيب اختصاصي في الامراض الباطنية كان ممنوعا من السفر وتحت المراقبة في عهد حزب البعث بسبب الشك بولائه للنظام بدأ الكتابة بعد سقوط نظام البعث ووصول الاحزاب الدينية الى السلطة هاجم في كتاباته الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على السلطةخاصةاعضاءالاحزاب الدينية للطائفتين وفضح ارتباطاتها المشبوهة و اجرامها الذي يناقض ماتدعيه من تدين ،مما وضعه في دائرة الاستهداف وتهديد حياته بالقتل خاصة من عصابات جيش المهدي فاضطر الى مغادرة العراق الى عمان عام 2007 حيث يقيم منذ ذلك الحين يقوم بارسال مقالاته عبر صديق يعيش في الولايات المتحدة الامريكية كاجراء وقائي لتجنب كشف موقعه بدأ في كتابة مقالاته في موقع كتابات العراقي عام 2004 تحول الى الكتابة الى موقع الحوار المتمدن لكونه اوسع انتشارا ويتميز بالتواصل بين الكاتب والقراء مقالاته تستنسخ وتنشر في عشرات المواقع العربيةذات التوجه العلماني والليبرالي للكاتب ايضا مدونة خاصة تم افتتاحها يوم 5 مايس 2010 http://www.yunishanon.com
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.