توضيح لدور الكاهن في المسيحية بالنسبة لما يُسَمَّي ’سلطان الحل والربط

syriajesusتوضيح لدور الكاهن في المسيحية بالنسبة لما يُسَمَّي ’سلطان الحل والربط ‘
– نعلم جميعنا أيها الأخوة أن لنا وطن سماوي أبدي أعده لنا المسيح . وأن هذا العالم قد وُضِعَ في الشرير الذي هو رئيس هذا العالم . ونعلم أيضاً أن الله أرسل ابنه الوحيد ، في ملء الزمان المخلوق ، ليفتتح الزمان الأبدي الغير مخلوق . وأن المسيح – تبارك اسمه – هو صاحب السلطان في منح نعمة المواطنة السمائية ” وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا:«هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ ( يسوع المسيح) ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ ” ( رؤيا 7:3). – وأن المسيح له المجد أعطي الإنسان سر ملكوت السموات.الذي يسلمه الروح القدس “من جيل إلي جيل وإلي دهر الدهور” (صلوات القداس) بِدأً من الرسل إلي آباء الكنيسة الأولين ، وصولاً إلي المؤمنين في كل العصور. سر ملكوت السموات هو المُعَبَّر عنه بمفتاح ملكوت السموات . والذي أشار إليه سفر الرؤيا:” مِفْتَاحُ دَاوُدَ “. فداود هو من أسس أورشليم الأرضية والمسيح هو من أسس لنا أورشليم العليا ” فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ… أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،” ( يوحنا 2:14). – المسيح سلَّم مفتاح الملكوت ليد رسوله المحبوب بطرس ” وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ” ( متي 19:16) وباقي الرسل ليُسلموه بدورهم لكل من آمن بالمسيح . فبطرس الرسول سَلَّمَ مفتاح الملكوت للذين آمنوا بالمسيح من خلال التوبة ومعمودية المسيح ” فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ :« تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” ( أعمال 38:2). – ليس في الكنيسة التي أسسها رب المجد سلطانٌ إلا سلطانه وحده تبارك اسمه. فهو الوحيد ” الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ”، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ “. أما التعليم الذي انتشر خلال الأربعين عاما ً الماضية عن ’سلطان الكهنوت‘ فهو غير أصيل ، لأن’الكهنوت نعمة وليس سلطان”. – خدمة الكاهن هي التصديق علي حكم السماء من قبول أو رفض الإنسان لدعوة المسيح صاحب سلطان المغفرة في الكنيسة . وهذا واضح في متي 15:18-18″ وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.”. و المسيح أوضح أن تصديق الكاهن علي حكم السماء من قبول أو رفض الإنسان لدعوة المسيح صاحب سلطان المغفرة في الكنيسة ، هي نعمة من الروح القدس للكاهن نفسه : ” وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ». ” ( يوحنا 22:20-23). وأيضاً : ” فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ ( صخرة الإيمان ) أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».” ( متي 16:15-19). – ولزيادة الإيضاح في أن مفاتيح ملكوت السموات أعطاها المسيح للتلاميذ ليسلموها للمؤمنين، وأنها ليس كما يدَّعون سلطاناً للكهنة علي المؤمنين ، نشير أن شاول الطرسوسي قد أُعطِيَ هذا المفتاح من حنانيا فقام واعتمد وغسل خطاياه ” فَقَالَ: إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ. وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ.”( أع 14:22-16). – وأخيراً وليس آخراً نري في سفر الأعمال حدثاً كاشفاً لما سبق من قول . فعندما تلكأ الرسل في قبول الأمم وعمادهم ، قَبلَهم المسيح وسكب عليهم من روحه القدوس: ” فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهذِهِ الأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ، كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ، لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الأُمَمِ أَيْضًا. لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُطْرُسُ: «أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضًا؟». وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ” ( اعمال الرسل 10). – ولكننا نعلم بإستحالة حلول الروح القدس علي الإنسان إلا بعد أن ينال الإنسان الطبيعة الجديدة للإنسان في المسيح يسوع بالمعمودية ، مما يشير إلي أن معمودية الأمم تمَّت سراً و بيد يسوع المسيح صاحب السلطان قبل أن يُصَدِّق عليها الرسل في العلن . وفي رأينا أن هذا ليس تخطياً من الرب يسوع لوظيفة كهنته المنوط بهم المعمودية بل كان كاشفاً لحقيقة أنه هو الذي يُعَمِّد في السّر. أما دور الكاهن فهو أن يُصّدق في العَلن علي عمل الله السري . وفي معمودية الأمم في سفر الأعمال لم تُعكَس أسرار الله بل ارتبك دور إعلان الكهنة لها. والسبح لله.
بقلم د. رءوف إدوارد . يوليو 2015. عيد آبائنا الرسل الأطهار.


About رءوف إدوارد

د.رءوف إدوارد كاتب قبطي ليبرالي حر
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.