*محمد الموسوي
(الأزهر الشريف) الموروث والصرح العلمي التاريخي الكبير الذي ورثه العالم الإسلامي عن الفاطميين ولكونه أزهر وكونه فاطمي سمي بالأزهر الشريف.،ورغم انه موروثا ومرجعية إسلامية عالمية إلا أن البعض في العالم الإسلامي المرتبط المتخبط يراه موروثا إسلاميا ومرجعية سنية.، وقد شهد التاريخ للأزهر بالاعتدال والدعوة إلى التسامح والعقلانية والوسطية والدعوة إلى الحوار ولم يشهد له التاريخ بإثارة أي نوع من أنواع الفتنة بين أبناء امة الإسلام ويشهد له التاريخ بأنه قد أجاز التعبد بالمذهب الجعفري.،وقد أدان الأزهر الإرهاب والتطرف و داعش وجرائمها وإرهابها.
العراقيين البسطاء ومن أي مكون كانوا يستسلمون لكل قادم بقوة وسطوة السلاح والسلطة خوفا وحرصا على حياتهم وأموالهم وأعراضهم وقد بينت الأحداث على مدار السنوات الماضية إلى اليوم مدى تضرر العراقيين السنة من القاعدة ووليدتها داعش ووفقا للنهج الانفعالي الذي يدار به الصراع في العراق فان من كل من سكت على داعش في مناطق وجودها وكل من بقى ولم يخرج من تلك المناطق مدانا وخاضعا للحساب والعقاب ومشكوك في أمره في أدنى التقديرات في منطقة حسبت على أنها ساحة معركة وعلى هذا الأساس ساد منطق التوتر ورد الفعل الانفعالي والثارات وأحكام دون العرفية بدلا من ضبط النفس والتروي والتعامل القانوني وضبط الأمن وترك الحساب إلى البينات والأدلة والثوابت لا الافتراءات بعد الانتهاء من داعش وفي مشهد مبكي يظهر سيدات عراقيات من مناطق تحررت من داعش يظهرهن حاملات للسلاح معانقات مرحبات بأبنائهن من الجنود العراقيين ويأتي فعلهن الفطري من منطلق الحاجة للامان والخوف من سوء ظن القادم المحرر لهم وذلك ليس بفضل منه بل هو واجبه وكأنهن بعناقهن وترحيبهن هذا وحملهن للسلاح يقولون للجنود لا تقتلونا لا تؤذوننا نحن أهلكم وقد استضعفونا فلا تستضعفونا..هذا فعل من فرط الخوف.،والقادم الانفعالي لا يخضع لمؤسسة نظامية تعمل بمنطق الدولة ولها توجيهها المعنوي المهذب لسلوك الفرد المقاتل وإنما يخضع عشوائي عبثي ولا رادع للمقاتل في ساحة اختلط فيها الحابل بالنابل سوى ضميره ومنبته وطهارة حليب رضاعته ولا تخلو ساحات الحروب من دمار فما بالحروب العشوائية التي يخضع فيها الجندي إلى تدريب وتهذيب.
الإعلام والمنظمات الدولية يسوقون الدمار بمناطق قتال داعش (المناطق السنية العراقية) التي يبدو أن منها من استصرخ بالأزهر خاصة بعد وفاة مرجعها الشيخ حارث الضاري واستجاب الأزهر للنداء بعد نفاذ صبره.
اليوم وبعد وباء داعش الذي يعلن عدائه للشيعة في مقدمة عداؤه للإنسانية ولا يمكن للعقلاء أينما كانوا أن ينسبوا داعش لأي عقيدة والسنة أبرياء من هذا الوباء الذي القي به في المنطقة مستغلا مواطن الأزمات كبيئة خصبة وكأنما تم إعدادها له ودخول النظام الإيراني كنظام محترف في صنع وإدارة الأزمات والصراعات بوضوح في سوريا والعراق واليمن والخليج وقبل ذلك لبنان وفلسطين وإعلانه وإقراره بتدخلاته تلك بعدة أشكال مثيرة ومستفزة ومن عدة مصادر مستويات كتلك التي يصرح بها يونسي نائب رئيس الجمهورية وقادة الجيش والحرس وليس ذلك بجديد فقد دأبوا على ذلك مستمدين شرعية حديثهم من السكوت العربي الرصين أو من السكوت العربي المبني على خوف ورعب وتهدئة وتطمينات من هنا وهناك.،ورغم استبعاد إيران في حينها من التحالف الدولي المواجه لداعش أصبحت إيران اليوم أمر واقع وفرضية أمام الجميع وإن أبوا وهذا ما يخشاه العرب في سرهم وعلانيتهم أن يصبح سلاح إيران النووي وتمددها السياسي في المنطقة فرضية أمر واقع تملي ما يحلو لها من املاءات وقد قبل الجميع بكل الجهود المواجهة لداعش إلا أن إيران ذهبت إلى ابعد من ذلك وقد بينت تصريحات الإيرانيون أنفسهم ذلك ولم يخفوا نواياهم ومن خلال تصريحاتهم هذه ورغم وضوح نواياهم التي أعلنوها مرارا وتكرارا يرفضون ردود الأفعال والمواقف الرافضة لسلوكهم ونهجهم خاصة ما يجري في العراق وما سوقته المنظمات الدولية ووسائل الإعلام من دمار وتهجير ونزوح وما صدر من تصريحات عن مقاتلين أكراد مشاركين في محاربة داعش عن منع السكان من العودة إلى بيوتهم وتفجيرها حيث كانت هذه البيوت ملغومة ويمكن تفجيرها عن بعد عند دخول الأفراد إليها،الأكراد لم ينفوا التفجير ولم ينفوا منع السكان من العودة الى منازلهم وبالتالي فإن الإقرار بمنع السكان من العودة إلى منازلهم والإقرار بتفجير المنازل أمر لابد منه فلابد من تعويض الناس عن ما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي.
وهنا تأتي شرعية موقف الأزهر المبني على تلك الأحداث والتصريحات وما يعلنه الإعلام وما ترده من تقارير ونداءات استغاثة وقراءات دقيقة لما يجري على الأرض كل ذلك مدعوما بما ترسله التصريحات الإيرانية الواضحة من رسائل موضحة في احد جوانبها بان إيران تدير الصراع في العراق على نحو طائفي كذلك الذي تعلنه داعش وتفعله وفي جانب أخر تظهر بأنها تستعيد حقها في هيمنة تاريخية وتدير صراعا برؤية إيرانية إستراتيجية في شرق أوسط جديد وفي جانب آخر تحارب الإرهاب وفي جانب آخر تحارب من اجل أمنها القومي وما يهدده قادما من المنطقة وبالدرجة الأولى العراق علما بأنها باعت أسلحة بدائية ومحدودة للعراق بأكثر من عشرة مليارات دولار وهنا يأتي الجانب الاقتصادي من إدارة إيران للازمة وحاجتها للنقد الأجنبي في ظل العقوبات الدولية والاهم من هذا كله استخدام إيران للازمة من اجل المناورات السياسية مع المجتمع الدولي..هكذا بني الأزهر تصوره وهكذا أعلن موقفه الذي جوبه بحملات واسعة لا تقل انفعالية عن الانفعالية الجارية في مناطق الحرب المنكوبة كما أن مطالبة الأزهر بإرسال لجان تحقيقية أمر غير منطقي لجهة ليست مختصة وخاصة في مناطق عسكرية والأفضل دعوة لجان دولية محايدة ومحمية تستطيع دخول مناطق عسكرية للاستطلاع وكشف الحقائق.،وكان على الخارجية العراقية أن تتحلى بضبط النفس ولا تنسى أن سلطتها شهيرة بانتهاكات حقوق الإنسان ومنزوعة الإرادة منذ قيام أول سلطة من مجلس الحكم الانتقالي والى اليوم..وأن تتروى قبل موقفها موضحة أنها ساحة معارك وليست بأجواء إدارية وسياسية اعتيادية تحتمل المثالية النسبية وأن تعد الأزهر بتقصي الحقائق بدلا من التوتر الذي صنعته..إيران تصرح باستفزاز ولا تريد ردود أفعال وتفعل ما يحلو معلنة إياه ولا تريد حسابا والخطيئة بينة تعلنها أنت بنفسك لكنك تنكرها وتقول لا تقل خطيئة بل أنها غلطة وتخطاها.، والعراقيون في موقف لا يحسدون عليه.
هكذا هو الحال المبكي المضحك في العراق وسيبقى العرب على حالهم وتبقى إيران على حالها ما دامت الهزيمة (…)
*كاتب عراقي
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية