وقفة احتجاجية وتضامن دولي

libertysiegeوقفة احتجاجية وتضامن دولي
*حسن محمودي
يوم الأربعاء الموافق 26 نوفمبر2014، اجتمع عدد من مرضى مخيم ليبرتي(على مقربة مطار بغداد الدولي)، احتجاجا على الحصار الطبي المفروض على سكان المخيم من قبل الحكومة العراقية. فقد بدأ الحصار الطبي اللا إنساني على المعارضين الإيرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق، ابتداء من عام 2009 عندما سلمت القوات الأمريكية ملف حماية السكان للحكومة العراقية وبعد أن وصل نوري المالكي إلى سدة الحكم باعتباره حليفا وشريكا سياسيا للنظام الإيراني في العراق، وظل يستمر الحصار إلى هذا اليوم. فقد لقي 22 من هؤلاء الإيرانيين اللاجئين مصرعهم لحد الآن، بفعل الحصار الطبي الممارس عليهم من قبل القوات العراقية المشرفة على المخيم وهناك عدد أكبر منهم محدقة حياتهم بخطر الموت.
وقال أحد المرضى المشاركين في الاجتماع: إننا محبوسون في مخيم ليبرتي الذي ليس إلا سجن لنا، فأنا مصاب بمرض قلبي حاد دفعني إلى حافة الموت. مضى 19 شهرا وعناصر الأمن العراقي لازالوا يمنعونني من التنقل لمراجعة الطبيب الاختصاصي من أجل إجراء موعد عملية جراحة عاجلة على قلبي. فحياتي الآن عرضة لخطر داهم في كل لحظة، بيد أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية اللتان تعهدتا بضمان سلامتنا لم تقوما بتحريك ساكن لحد الآن.
ويقول مريض آخر اسمه عيسى: ”أصبت بشذية في عيني جراء الهجوم الصاروخي على المخيم قبل سنتين، ما أدى إلى جرح ثقيل فكف معظم بصري في العين المصابة في حين أنه كان بالإمكان لي أن لا اسمح بذلك، لكن القوات العراقية المسيطرة على مخيم ليبرتي حرمتني من التنقل لمراجعة الطبيب الاختصاصي بعرقلتها ممنهجة واختلاقها للذرائع لذلك فقد كف بصر عيني الأولى بالكامل وأما الثانية فهي أخذ يكف بصرها ايضا الآن.
وأكدت إحدى المريضات المحتجات في المخيم وهي تحمل بيديها لافتة مكتوب عليها ”اوقفوا الحصار الطبي على مخيم ليبرتي“ قائلة: إنني مصابة بمرض MS وظروفي الصحية غاية في الخطورة. غير أنه وبفعل الحصار الطبي المفروض علينا من قبل القوات العراقية، مضى 6 أشهر ولم استطع الذهاب إلى الطبيب الاختصاصي في بغداد فعملية العرقلة من جانب القوات المذكورة جعلت مواعيدي مع الاختصاصي تلغى واحدة بعد أخرى.
إن مخيم ليبرتي يعيش الآن أزمة إنسانية ومأساة في مجال حقوق الإنسان ونظرا لالتزامات الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمسؤولية الأخلاقية والقانونية الملقاتة على عاتقيهما حيال أمن وسلامة سكان ليبرتي، فإن الطريق الوحيد لوضع حد أمام استمرار هذه المأساة وتداعياتها الضارة ألا وهي تدخل فوري من أجل رفع الحصار الطبي عن المخيم ولتوفير الحصول الحر على الخدمات الطبية والعلاجية للسكان.
وكان صدى هذه التجمعات والدعوات الصادرة من مرضى ليبرتي والتضامن الدولي معهم في الإدانة لهذا الحصار، متزامنا مع اعلام 14 ألف من منتخبي وأمناء المدن الفرنسيين تضامنهم مع سكان ليبرتي في مؤتمر إدانة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وتأييد المقاومة الإيرانية، في يوم 25 نوفمبر حيث أكدوا: ”إننا نجدد قلقنا البالغ بشأن حماية المعارضين الإيرانيين اللاجئين في مخيم ليبرتي في العراق وحيال سلامتهم فإنهم يتعرضون لممارسات قمعية ممنهجة من قبل قوات مؤتمرة بإمرة الملالي (الحاكمين) في إيران“. وإن التزامنا تجاه الشعب الإيراني منبثق كذلك من دافع إدراكنا من الأزمة المأساوية التي تعيشها اليوم منطقة الشرق الأوسط باكملها، فإن ما يجري في هذه المنطقة من العالم وفي مستقبلها، يربطنا ويربط مجتمعاتنا وجيل شبابنا بشكل مباشر، ما يتطلب منا حملة أوسعة وأكثر شمولا في هذا المجال خاصة وأن إيران وفي ظل حكم الملالي ظلت هي المصدر الوحيد لتصدير التطرف الديني الى المنطقة أخذ تهديد التطرف الديني تتجاوز الحدود الإقليمية وأصبح يتشابك مع الأمن والاستقرار العالميين. لكن من حسن الحظ أنه وبالرغم من كل هذه النماذج المثيرة للدهشة في المنطقة، فهنالك مقاومة شجاعة جديرة بالتقدير والاحترام والدعم من جانبنا وهي الدافع الذي جعلنا أكثر من أي وقت مضى أن نقف متضامنين مع سكان ليبرتي المقاومين.
*كاتب ايراني

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.