دمعة وابتسامة (مختارات)

دمعة وابتسامة (مختارات)

جبران خليل جبران

المقدمة

أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي و تصير ضحكا .أتمنى أن تبقى حياتي دمعة و ابتسامة……….

حكاية

أيتها المحجوبة عني بستائر العظمة وجدران الجلال ،أيتها الحورية التي لا أطمع بلقائها إلا في الأبدية حيت المساواة ،يا من تطيعها الصوارم و تنحني أمامها الرقاب و تنفتح لها الخزائن و المساجد ،قد ملكت قلبا قدسه الحب و استعبدت نفسا شرفها الله و خلبت عقلا كان بالأمس حرا بحرية هذه الحقول فصار اليوم أسيرا بقيود هذا الغرام

الحروف النارية

أهذه هي الحياة ؟هل هي ماض قد زال و اختفت آثاره ،وحاضر يركض لاحقا بالماضي ، ومستقبل لا معنى له إلا إذا ما مرّ وصار حاضرا أو ماضيا؟

رحماك يا نفس رحماك

رحماك يا نفس فقد ابنت لي الجمال و أخفيته :أنت و الجمال في النور ،و أنا والجهل في الظلمة،وهل يمتزج النور بالظلمة؟

أنت يا نفس تفرحين بالآخرة قبل مجيء الآخرة وهذا الجسد يشقى بالحياة وهو في الحياة

نظرة إلى الآتي

من وراء جدران الحاضر سمعت تسابيح الإنسانية .سمعت أصوات الأجراس تهز دقائق الأثير معلنة بدأ الصلاة في معبد الجمالٍ أجراس سبكتها القوة من معدن الشواعر و رفعتها فوق هيكلها المقدس ،القلب البشري

خليلي

….والدموع التي تذرفها ،أيها الحزين ،هي أعذب من ضحك المتناسي و احلى من قهقهة المستهزئ .تلك دموع تغسل القلب من أدران البغض و تعلم ذارفها كيف يشارك منكسري القلب بشواعره ،هي دموع الناصري

حديث الحب

ولكن مثلما شاء الله فجعل النفوس في اسر الأجسام شاء الحب فجعلني أسير الكلام…يقولون يا حبيبتي أن الحب ينقلب بالعباد نار آكلة ، وانا وجدت ان ساعة الفراق لم تقو على فصل ذاتينا المعنويتين ، مثلما علمت عند اول لقاء ان نفسي تعرفك منذ دهور ،و ان اول نظرة اليك لم تكن اول نظرة لم تكن بالحقيقة أول نظرة …يا حبيبتي،ان تلك الساعة التي جمعت قلبينا المنفيين عن العالم العلوي هي من ساعات قليلة تدعم اعتقادي بأزلية النفس و خلودها .في مثل تلك الساعة تكشف الطبيعة القناع عن وجه عدلها المتناهي و المظنون به ظلما…..

يوم مولدي

في الخمس و العشرين سنة الغابرة قد أحببت كثيرا .و كثيرا ما أحببت ما يكرهه الناس و كرهت ما يستحسنوه.والذي أحببته عندما كنت صبيا ما زلت أحبه الآن .والذي أحبه الآن ساحبه إلى نهاية الحياة.فالمحبة هي كل ما استطيع أن أحصل عليه و لا يقدر أحد أن يفقدني إياه

صوت الشاعر

قل عني ما شئت ،فالغد يقضي عليك و يكون قولك قرينة ظاهرة أمام حكمه و بينة صائبة لدى عدله

خذ مني ما شئت ،فلست بسالب غير مال لك الحق بقسم منه و عقار استأثرت به لمطامعي ،فأنت خليق ببعضه إن يرضيك بعضه

افعل بي ما تشاء ،فلست بقادر على مس حقيقتي .اهرق دمي و احرق جسدي فلن تؤلم نفسي و لن تميتها .كبّل يديّ و رجليّ بالقيود و انزل بي الى ظلمة السجون،فانك لن تقوى على اسر فكرتي ،لأنها حرة كالنسيم السائر في فضاء لا حد له و لا مدى

 

خاتمة

لي من نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت خطوب الأيام و يؤاسيني عندما تلم مصائب الحياة ،ومن لم ير مؤنسا من ذاته مات قانطا لان الحياة تنبثق من داخل الإنسان و لن تجيء مما يحيط به

جبران خليل جبران (مفكر حر)؟

About جبران خليل جبران

فيلسوف وشاعر وكاتب ورسام لبناني أمريكي، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان وتوفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل, ويعرف أيضاً بخليل جبران وهو من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني. هاجر وهو صغير مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام 1895 الذي درس فيها الفن وبدأ مشواره الأدبي.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

One Response to دمعة وابتسامة (مختارات)

  1. jasir awwad says:

    اعجبني ما كتبك لا فض قلمك دائماً على درب جبران

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.