اكاذيب تربينا عليها 1

في بدايات وعي و ادراكي بهذه الحياة اخبروني ان هذا الدرب هو الدرب المستقيم في هذه الدنيا و سواها من دنيا، و غيره من japanislamدروب و مسالك نهاياتها لدغات عقارب و منكات ثعابين، ثبتوا قلبي و عقلي على نواميس اكدوا لي انها ستكون مصابيح تنير الدرب و تزيل ما يعتريه من دجى.

الان و بعد مرور سنوات غير قليلة من عمري يعتصر الالم فؤادي و الحسرة تخنق جيدي عندما ارى نفسي راجعا القهقرية من دربهم الذي سلكته متأملا ان تكون نهايته سعيدة، هكذا وعدوني عندما كنت صغيرا… بالسعادة وعدوني، صدقتهم ببراءة و طيبة قلب، لم اك اعرف ان نواميسهم اكاذيب و تراهات و نهاية دربهم مسدود لا مستقبل فيه سوى الضياع و التوهان و الحسرة و الندم.

1

في اول يوم دخلت فيه المسجد لتلقي العلوم الدينية جلست كغيري من الصبيان الاخرين في حلقة دائرية ينتصفنا المعلم الديني في راسها، كانت اللغة العربية و مفرداتها صعبة علينا نطقا و فهما و قراءة لان لغتنا الام هي الكردية، اول سورة تعلمتها كانت الفاتحة، فسرها لنا المعلم و اخبرنا عند تفسيره لاية ( غير المغضوب عليهم و لا الظالين ) ان المقصود بالمغضوب عليهم اليهود و الظالين هم النصارى، و قد اكد لنا انهم اعداء الله و اعداءنا لا يجب الاقتراب منهم و مخالطتهم لان طريقهم خطأ و حياتهم خراب، اليوم اجد هؤلاء المغضوب عليهم و هؤلاء الظالين دنياهم معمرة و دنيا معلمي التي وعدنا انها ستكون زاهية مهدمة لا يوجد فيها سوى الخراب.

2

عندما سمعت كلمة (اوربا) اول مرة في حياتي كنت اظنها قرية مثل قريتي او ربما اكبر منها، استمعت الى خطب رجال الدين في مسجد قريتي ايام الجمعة و غيرها من ايام الموعظة، لا ادري مصدر معلوماتهم لكنهم خيلوا لي اوربا مكانا مليئا بزجاجات الخمر و النبيذ و الفتيات العاريات و الرجال المنتصبين يتحينون الفرصة للممارسة الجنس مع الفتيات، و لحم خنزير في اطباق قذرة يعتلي اللحم دود خارج منه.

اليوم عندما اجد مؤسسات الابداع و التطور العلمية و الثقافية و الاجتماعية ناهيك عن المساجد و المراكز الاسلامية منتشرة في بروكسل و لندن و باريس و امستردام و غيرها من مدن اوربية و كل ما يستعمله الشيوخ في البلدان الاسلامية من وسائل لنشر دين الاسلام صناعة اوربية، ادرك كم كنت غشيما لاني استمعت لحفنة نصابين مخادعين.

3

قبل مجيئي الى الغرب الكافر و تجوالي في بعض بلدانه و استقراري في احداها، كنت اظن ان كل شخص ذو ملامح اوربية ( شعر اشقر فاتح او غامق،عيون زرق او خضر، ملامح وجهه بيضاء مشبعة بالحمرة ) تابع لمخابرات الدولة التي اتى منها، يريد الاضرار بنا و سرقت موارد بلدي من نفط و ثروات معدنية و حيوانية و نباتية ايضا، كنت اتخيله و هو يفكر كيف يفتك بابناء بلدي و يجعل عاليها واطيها. كيف يدوس بحذائه كرامتي و كرامة وطني.

اليوم اجد عملاء الاستخبارات هؤلاء الذين كنت اكرهم و احقد عليهم يصرفون الملايين سنويا على اللاجئين الفارين الطالبين للامان و للحياة السعيدة من ابناء بلدي و البلدان الاخرى يوفرون لهم الحرية و السكينة و الطمانينة التي لم يجدوها في اوطانهم، يوفرون لهم الاكل و الشرب و الصحة و المسكن ناهيك عن ايجاد فرص عمل و مرتبات الاعانة الاجتماعية و البطالة و غيرها من اساسيات الحياة الكريمة السعيدة.

للاكاذيب بقية……

Mahdi.m.abdulla@gmail.com

المصدر ايلاف

About مهدي مجيد عبدالله

مهدي مجيد عبدالله كاتب عراقي
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.