هؤلاء صنعوا داعش

qazem

هؤلاء صنعوا داعش … بقلم : كاظم فنجان الحمامي
هل أفلس الفكر الإسلامي ولم يعد لديه ما يقدمه للإنسانية سوى الرعب والقتل والذبح والتشريد والخراب والدمار ؟. وهل صار الإرهاب من منجزاتنا الحضارية التي نتفوق فيها على الشعوب والأمم ؟. وهل أصبح مصير مدننا بيد المجاميع الإرهابية المراهقة ؟، وهل صار مشايخ العنف من أمثال الحويني ورهطه هم الذين يتلاعبون بعقول الشباب من دون أن يردعهم أحد ؟، وهل تخصص خطباء المساجد بتحريض الشباب على التفجير
والتفخيخ والانتحار ؟. وهل بات إعلان الجهاد ضد أقطار الأرض من فرائض الدين وأهدافه ؟. وهل أصبح مستقبلنا بيد العناصر المسلحة التي تنتمي للقاعدة، وداعش، وجماعة أبو سياف، وبوكو حرام، وحزب التحرير، وجيش محمد، وجيش الرب، وأنصار الإسلام، وعسكر طيبة، وكتائب الزرقاوي، وفتح الإسلام، والتكفير والهجرة، وشباب الجهاد، والسلفية الجهادية، وعشرات التنظيمات الغارقة في مستنقعات الدم ؟. وهل صار قطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بجثثهم وسبي النساء وانتهاك حرمات الناس وتفخيخ المدارس ونبش قبور الصحابة وتهديم الصوامع وتحريم التعليم من مفردات المناهج الإسلامية في شرق الأرض وغربها، وهل صارت الممارسات العدوانية الشاذة من المشاريع التنموية المستقبلية ؟. ثم ما سر هذا التطابق التعبوي العجيب بين أهداف هذه التنظيمات وبين أهداف خلايا الموساد ؟، ولماذا لم تعلن الجهاد ضد إسرائيل، ولم تُطلق رصاصة واحدة ضد القواعد الأمريكية في قطر ؟. ولماذا لم تقف حتى الآن إلى جانب حماس أو كتائب عز الدين القسام في دفاعها المشروع عن مدينة غزة ؟.

لو بحثنا عن الأجوبة الشافية لهذه التساؤلات المصيرية المُحيرة لوجدناها تختبئ بين صفحات المناهج المدرسية المحرضة على القتل، ولوجدناها تُعرض يومياً على شاشات الفضائيات المسمومة، ولعثرنا عليها في دهاليز الأوكار الظلامية. ولاكتشفنا أنها تتلقى الدعم والإسناد من بيوت الزكاة والجمعيات (الخيرية)، ولاكتشفنا أيضاً أن الحكومات العربية هي التي تغاضت عن نموها الانشطاري، وهي التي صفقت لها، والدليل على ذلك لا توجد حكومة عربية واحدة تستنكر جرائم داعش، ولا توجد دولة عربية منعت شبابها من الالتحاق بها، ولسنا مغالين إذا قلنا أنها هي التي استنفرتها، وهي التي جندتها ودربتها وسلحتها، ثم أرسلتها في كل الاتجاهات لتشوه صورة الإسلام والمسلمين. فانقلب السحر على الساحر، وتكاثرت الأفاعي في الجيوب والثكنات غير المحسوبة لتزحف نحو عروش الذين وفروا لها أسباب النمو والانتشار، فانتشرت بالطول والعرض لتقض مضاجع الذين أرضعوها من أثداء الجاهلية الأولى، وهكذا جنت على نفسها براقش.

وما براقش إلا كلبة غبية من كلاب العرب، كانت لقوم من تميم، وذات ليلة جاء أعداء لهم يبحثون عنهم في الظلام فلم يهتدوا إليهم، فيئسوا وهمّوا بالرجوع، فلما أحست بهم الكلبة نبحت عليهم، فعرفوا من نباحها مكان القوم، فهاجموهم وقضوا عليهم وعلى كلبتهم، فقيل جنت على أهلها براقش. ألا لعنة الله على داعش وبراقش.

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.