2 نون النصرانية

christianmaouseliraque2 نون النصرانية

كانت الاديان المتواجدة في شبه الجزيرة العربية كالاتي

الوثتية – الحنيفية -اليهودية – الصابئة – الحرانية – المجوس و الزرادشتية – النصرانية و البدعة الابيونية

والبدعة المريمية

ونكتفي في هذا الصدد بتوضيح الاديان التي تمت بصلة بموضوع المقال حتي لايتشتت فكر القارئ وهي الوثنية والنصرانية

اولا الوثنية

كانت منتشرة بالجزيرة والبلاد العربية ولهم الهة متعددة وكان حول الكعبة 360 صتم وكانت لهم شعائر دينية اخذت منها كل الاديان بالجزيرة العربية مثل الحج والعمرة والطواف ورمي الجمرات وتقبيل الحجر الاسود وتقديم الضحايا والتلبية والافاضة وتعظيم الكعبة وكانت الكعبة بمثابة جامع للاديان والالهة اضافة الي صوم رمضان والوضوء واشهر الحرم وخلافه

ويقول الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية ص 15 : ان هناك مجالا يحرص الدعاة علي اغفاله او التعتيم عليه حينما يضطرون ان يذكروا في عجالة ماورثة الاسلام من القبائل العربية التي كانت موجودة ابان ظهوره في الثلث الاخير من القرن السابع الميلادي وهذا المجال هو الديني او التعبدي فالكثير من القراء قد يدهش عندما يعرف ان الاسلام قد اخذ من الجاهلية كثيرا من الشئون الدينية والتعبدية : اخذ منها فريضة الحج وشعيرة العمرة وتعظيم الكعبة وتقديس شهر رمضان وحرمة الاشهر الحرام وثلاثة حدود الزنا والسرقة وشرب الخمر وشطرا كبيرا من المسئولسة الجزائية مثل القصاص والدية..الخ

ويستطرد قائلا:فمما لاجدال فيه ان حياة القبائل العربية قبيل الاسلام خاصة في وسط الجزيرة هذه الحياة في قسماتها كافة التي سردنا شطرا منها كانت هي (البروفة) او (المسودة) او (التجربة) للاتظمة الاسلامية .

ومن نافلة القول ان نضيف انه عندما يستشكل علي المرء قراءة عبارة في( المتن) او (المبيضة) فانه يرجع الي البروفة او المسودة او التجربة ليقف معناها او يصل الي مرماها

ثانيا النصرانية اعتبرتها المسيحية هرطقة وحاربتها لانها مخالفة للعقيدة المسيحية ورفضها الاسلام وطردها النبي من الجزيرة لانهم لم يؤمنوا برسالته “لاخرجن اليهود والنصاري من جزيرة العرب لاادع فيها الامسلما ” حديث شريف وكتب الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ص624

ليس في استطاعة احد الزعم بان هذه النصرانية التي تركزت وتثبتت علي هذه الصورة التي تشهدها هي النصرانية التي جاء بها المسيح وكان عليها الناصريون اي اقدم اتياع المسيح , فالنصرانية هي سلسلة تطورات وافكار واراء وضعها البارزون من الاباء ثم انها كأكثر الاديان تأثرت بمؤثرات عديدة لم يكن من الممكن علي الداخلين اليها التخلص منها فدخلت فيها وصارت جزءا منها مع ان بعضها مناهض ومناقض لمبادئ هذا الدين , وتولد عن هذا الجدل دخول , الاريوسية والمذاهب المهرطقة الاخري التي اظهرت الاختلاف في طبيعة السيد المسيح,

وانطوت تحت النصرانية بدع مختلفة نذكر منها الذي يهمنا البدعة المريمية والبدعة الابيونية التي صارت نصرانية فيما بعد

البدعة المريمية

بدعة أو عقيدة المريميين الهرطوقية أى عبادة مريم عقيدة مخالفة المسيحية لأن الإناجيل لم يذكر أى آية أو نص بعبادتها وتقديم قرابين أو تضحيات أو صلوات إلهية لها , بل قالت للملاك الذي بشرها بميلاد المسيح :هوذا انا آمة “عبدة الرب ” لو28:1

والمسلمون يتهمون المسيحيين بأنهم يعبدون مريم وعيسى ..والمسيحيون لا يعرفون عيسى هذا الذى ذكره القرآن ولم يرد ذكر هذا الإسم مرة واحدة فى الإنجيل بالإضافة الي أن المسيحيين لم يعبدوا مريم وعيسى ولم يجعلوهما الهيين دون الله

و يطلق عليها المسيحيون اليوم ” هرطقة المريمية ” أو ” بدعة المريميين ” وإنتشر هذا الفكر فى العربية فى القرنين الخامس والسادس الميلادى وانتهت, وإعتقدوا فى ثالوث مكون من الآب والإبن ومريم العذراء مثل الثالوث الاوزوري في مصر القديمة المكون من اوزوريس وايزيس وحورس.

مدعيين ان ألله ( الأب ) عاشر مريم معاشرة جنسية ( الأم ) والمسيح ( الإبن ) كان ثمرة التزاوج ,

ويؤمنون بأن هناك ثلاث ألهة و الله هو ثالثهم

وإلى هذه الهرطقة المريمية يشير إليها قرآن عثمان ” بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة مما جاء فى سورة الأنعام هو أفكار وثنية ..فمن من المسيحين قال أن الله له صاحبة ؟ وهو فكربعيدا تماما عن الفكر المسيحى ويبعد عن فكرة اللوغس “الكلمة” في المسيحية , وأن عقيده المسيحيين تظهر ان المسيح هو كلمة الله والمسيحية تعلن أيضا أن الله لم يلد ولم يولد – وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم وقالوا أيضا أن العذراء ولدت بطريقة إعجازية مثل ولادة المسيح وهذا مخالفا للعقيدة المسيحية وأشار قرآن عثمان لهذا الفكر فقال ” وإذ قال الله يعيسى ابن مريم أنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب ” والمسيحية هرطقت هذه البدعة الخرافية التي ليس لهااصل في العقيدة المسيحية وانتهت كما انتهت كل البدع .

يقول د.جواد علي في كتاب المفصل ص 636

ووجدت فرقة عرفت ب الفطائريين بالغ اصحابها في عبادة مريم وفي تأليهها وكانوا يقدمون لها نوع من القرابين اخصها العجين والفطائر وعرفوا بالفطائريين وقد ذكرهم افيفانيوس هرطقة في كتابه الهراطقة

وعند الصليب سلم السيد المسيح امه الي يوحنا قائلا هوذا امك , ولامه هوذا ابنك فكيف تكون الهه وهو يسلمها لتلميذه ليعتني بها .والعذراء طبقا للعقيدة المسيحية احتاجت للخلاص مثل كل البشر

البدعة الابيونية

ينكرون لاهوت المسيح ويصرون علي اتباع الناموس والالتزام بالختان والسبت وكفروا ماعداهم وقالوا ان

الايمان بالمسيح والعمل بمقتضي هذا الايمان لايكفي ولابد من العمل بالناموس اليهودي

ويقول القديس ايرونيموس عنهم في رسالة الي القديس اغسطينوس 420م “ماذا اقول عن الابيونيين الذين يدعون انهم مسيحيون انهم ارادوا ان يكونوا يهودا ومسيحيين في وقت واحد لكنهم مااستطاعوا ان يكونوا لايهودا ولامسيحيين

الحنيفية والاحناف

الحنيفية دين ابراهيمي قائم على التوحيد، كانوا خليطاً عجيباً من أمم مختلفة، بعضهم عرب وبعضهم شعوب أخرى، وكان أصحاب الحنيفية جماعة من عقلاء العرب سمت نفوسهم عن عبادة الاوثان واعتقدوا بوحدانية الله كالوحدانية التي نادي بها التبي ابراهيم

والحنيف عند اهل الجاهليه،من اختتن،وحج البيت، فكل من اختتن وحج البيت هو حنيف،ويرى الطبرى ان ذلك لايكفى ،بل لابد من الاستقامة على ملة ابراهيم واتباعه عليها، وقد أضاف بعضهم اعتزال الاصنام،والاغتسال من الجنابة إلى ماسبق وجعلوا ذلك من اهم العلامات الفارقة التى تميز الحنفاء عن المشركين.

ولفظة حنيف بحسب تفسير المستشرقين ذات اصل عربى ،بمعنى التحنث ،اى الانقطاع للتعبد والتأمل، وقد وردت لفظة حنف فى النصوص العربية الجنوبية بمعنى صبأ،اى مال وتأثر بشئ ما

وبأختصار فالحنفاء عند الاخباريين مجموعة من الزهاد، الذين نبذوا عبادة الاصنام،وكل مايتعلق بها من طقوس، وتمسكوا بالديانة إلابراهيمية الحقة،تاركين عبادة قومهم الى عبادة الله وحده وذلك عبر ممارسة طقوس عبادية أشير إليها بشكل خاطف من قبل الرواة،مثل الحج، والصوم، والتحنث والختان، وتحريم الخمر …الخ

وجل هولاء الحنفاء من عائلات معروفة،وبيوت يظهر انها مرفهة أو فوق مستوى الوسط بالنسبة الى تلك الايام،ولهذا صار فى امكانهم الحصول على ثقافة،وعلى شراء الكتب كما صار فى امكانهم الطواف فى خارج الجزيرة لامتصاص المعرفة.

إن الاسماء التى وصلتنا عن حنفاء الجاهلية، الذين عاشوا قبل الدعوة الاسلامية بزمن وجيز ،والذين عاصر قسم منهم

الاسلام ،وما وصلنا ينبئ أن هولاء قد انتشروا في مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية , وعبر قبائلها

ومما يثبت وحدة الحنيفية والنصرانية خلط اهل الاخبار فيما بين الحنفاء والرهبان النصاري فأدخلوا في الحنيفية قس بن ساعدة والقس ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث الملقب بالطريق وقد نصوا نصا صريحا في طبقات ابن اسعد الجزء الاول ان هؤلاء كانوا من العرب المتنصرين كما هم من الحنفاء

وفي حديث للنبي عن قس بن ساعدة يقول :هذا رجل من اياد تحنف في الجاهلية ,وفي مروج الذهب للمسعودي ذكر حنظلة بن صفوان وخالد بن سنان واسعد ابي كرب الحميري وعبدالله بن جحش وبحيرا الراهب واخرين علي انهم من الحنفاء كما من النصرانية

وقد اجمع اهل الاخبار على ان طقوسا مشتركة كانت تميز الحنفاء عن محيطهم الجاهلى وعن ديانات الجزيرة التوحيدية الاخرى فى الوقت ذاته ويمكننا ايجاز هذه الطقوس فى النقاط التالية

ـالإنزواء التأملى فى المواضع الخالية البعيدة عن الناس

ـالصلاة والسجود لله وحده وقبلتهم فى ذلك الكعبة الشريفة.

ـالقيام بشعائر الحج.

ـممارسة الختان.

ـالامتناع عن شرب الخمر وأكل الميتة وذبائح الاصنام

اسلام قبل الاسلام المحمدي بالجزيرة العربية

يقول الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية :ظهرت حركة دينية ذات حضور متميز قبل الاسلام في قري الحجاز الثلاث علي الاخص بشر بها في يثرب ابو عامر الراهب وفي الطائف أمية بن عبد الله بن ابي الصلت اما في مكة فكان لها عدة دعاة منهم زيد بن عمروبن نفيل (عم عمر بن الخطاب ) وورقة بن نوفل (ابن عم السيدة خديجة ام المؤمنين) وعبدالله بن جحش وكعب بن لؤي بن غالب (الجد الأعلي للنبي) ويري كثير من الاخباريين ان عبد المطلب (الجد المباشر للنبي ) كان منهم وتسمي تلك الحركة الدينية بالحنيفية واطلق علي اصحابها الحنفاء

وكانوا يرون ان الدين عند الله الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام ولم تكن الحركة محصورة في الحجاز فحسب بل انتشرت في انحاء متفرقة من الجزيرة العربية ص27

ومن المعروف والثابت تاريخيا ان ورقة بن نوفل هو مؤسس النصرانية اضافة الي ابو عامر الراهب وهنا نتأكد ان الاسلام السابق للاسلام المحمدي هو النصرانية التي انتشرت في القبائل العربية في الجزيرة العربية وان الحنيفية والنصرانية والاسلام دين واحد او دين علي دين

تقول كتب التفسير الاسلامية ان لفظ نصاري جاءت بسبب ان الحواريين ناصروا عيسي “فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله

وبحسب القرآن قال الحواريون للنبي نحن أنصار الله : يعني نحن الأنصار الذين ينصرون دين الله وينصرون . يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله

فاذا كانت عبارة انصار الله التي اطلقت علي عيسي اصبح قوم عيسي نصاري فبالمثل يكون انصار الله في الاسلام ايضا نصاري مادامت النصرانية مرتبطة بكلام الحواريين انهم انصار الله وفي كلتا الحالتين المتكلم هم الحواريين خلف النبي وخلف عيسي النصراني

مراجع

السيد عبد العزيز سالم في كتابه تاريخ العرب في العصر الجاهلي –

المسعودي في مروج الذهب 2/86 –

ابن هشام 1-78 –

الازرقي 36و130 –

ابن سعد1/ 72-

المفصل في تاريخ العرب والاسلام د.جواد علي-

-الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية خليل عبد الكريم-

قس ونبي ابو موسي الحريري-

طبقات ابن سعد الجزء 2/1-

87/1مروج الذهب للمسعودي-

لطيف شاكر

About لطيف شاكر

لطيف شاكر اعلامي بامريكا
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.