هل لبوكو حرام مؤيدون في المملكة؟

الرياض السعوديةsalafi

لم أسمع أو أقرأ أن أعلن أحد من دعاة الفتنة تأييده لمجموعة الإجرام النيجيرية المعروفة ب”بوكو حرام”. لكني في الوقت نفسه لم أسمع منهم ومن أشياعهم من دان الجريمة التي اقترفتها هذه المنظمة الحمقاء. على أي الجنبين نميل؟ إذا أحسنا النية سنعتبر عدم التأييد إدانة مبطنة، أما إذا سوارنا الشك فسنميل إلى اعتبار الصمت موافقة وتأييداً تم اللجوء إليه من باب التقية.

طالما طرحنا الصمت كتعبير فمن واجبنا تبرير ذلك. بين أيدينا عاملان سيساعدانا على تفكيك هذا الصمت واستنطاق محتوياته. الأول سلوك دعاة الفتنة في القضايا الدولية المشابهة واستجابتهم لها. فكما نعرف لا تعرف القضايا التي يتبنونها جغرافيا محددة. ميدانهم العالم. يتعاطون مع الاضطراب في اليمن والعراق وسورية وتشاد وبورما والفلبين وجزر القمر والشيشان والصومال ومصر. يعبرون عن رأيهم في أدق القضايا التي تتعلق بشيء اسمه إسلام أو يشوبها شيء من الإسلام. لماذا استثنوا هذه القضية ولاذوا بالصمت رغم أنها قضية تمس الإسلام في الصميم. من المتعذر اعتبار صمتهم عدم اهتمام أو أن هذه القضية لا تعنيهم أو أنهم لم يسمعوا بها بعد. هذا يرفع درجة الشك ولكنه لا يؤكد ما يرمي إليه. سنبقى داخل الحذر وننتقل للعامل الثاني.

لكي نفك شفرة هذا الصمت ونعرف هل هو تأييد أم إدانة سننظر إلى وجه الشبه بين الأفكار الأساسية التي يتبناها دعاة الفتنة والأفكار الأساسية التي تنطلق منها بوكو حرام، بدءا من كلمة حرام.

في الثلاثين سنة صحوة التي عشناها و(اخترعت لنا وظيفة داعية) يمكنني القول دون مجازفة أن كلمة حرام هي أكثر المفاهيم دوراناً في حياتنا. دخلنا في عشق نرفاني مع هذه الكلمة. السفر حرام، والخروج حرام، ولبس العباءة على الكتف حرام، وإدخال الدشوش حرام، وكميرا الجوال حرام، ونتف الشعر حرام ولبس الكعب حرام، ودخول الحمام بالرجل اليمنى حرام. تفشى التحريم حتى أصبح وظيفة الصغير والكبير. المتعلم والجاهل. عالم الدين وطبيب الأسنان. تلاحظ اليوم أن شغلنا التنموي يختلف عن شغل العالم. العالم يعمل على التقدم ونحن مشغولون في تقطيع شبكة التحريمات المعقدة التي التفت على عقول الناس.

إذا نظرنا إلى منظمة “بوكو حرام” سنجد أنها لم تكتف بتنفيذ عمليات التحريم وإذاعته بل جعلت كلمة “حرام” شعارها الخفاق.. لنقرأ هدفها كما جاء في موقع البي بي سي لنعرف المحتوى التحريمي بالتحديد:

(Boko Haram promotes a version of Islam which makes it “haram”, or forbidden, for Muslims to take part in any political or social activity associated with Western society.).

ترجمة هذا الكلام:

( يحرم على المسلمين المشاركة في أي نشاط سياسي أو اجتماعي مرتبط بالمجتمع الغربي.) هل هناك عبارات تصف فكر دعاة الفتنة في المملكة أدق من هذين السطرين. اقرأ موقفهم من الابتعاث، اقرأ موقفهم من تعليم الرياضة للبنات، اقرأ موقفهم من توقيع المملكة على اتفاقية سيداو. تابع ردود أفعالهم على كل علاقة تقيمها المملكة مع الغرب سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي لن تجد كلمة تصف ردات فعلهم بدقة سوى قولك “بوكو حرام”. مع ملاحظة أن اسم “بوكو حرام” الرسمي هو (جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد) وكلمة (بوكو) تحديداً تعني في اللغة الهوساوية الدارجة (التغريب). إذا(التغريب حرام) و(بوكو حرام) كلمة واحدة بلغتين مختلفتين. نعود إلى سؤالنا لماذا لاذ دعاة الفتنة إلى الصمت حول الجريمة المدوية التي هزت العالم؟ سنجيب بسؤال: هل من المعقول أن يدين المرء إنجازات مبادئه.

About عبدالله بن بخيت

كاتب وصحفي ليبرالي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.