انفلات عصابات خامنئي “الداعشية” في بغداد…

تبرأ الظواهري من داعش في سوريا، بعد افتضاح طبيعته ودوره كملحق بنظام الأسد. أما جبهة النصرة التي يتبناها walifaqihالظواهري، فها هي وزارة الخزانة الأميركية تكشف عن علاقة النظام الإيراني بها، ففرضت عقوبات على المدعو جعفر الأوزبكي المقيم في إيران، الذي يرسل المال لجبهة النصرة، ويسهل مع غيره تسلل القاعديين من إيران إلى سورية، ويعلم من السلطات الإيرانية. وقد علق عدد من الكتاب العرب على بيانات وقرار الوزارة الأميركية- [ منهم طارق الحميد والراشد وإياد أبو شقرا]- وهو موضوع يستحق مقالا مستقلا. ونعرف أن غرض إيران، كما الأسد، وكما بوتين، هو تشويه حقيقة الثورة السورية وتوجيه الأنظار بعيدا عن المسؤولية الحاسمة لبقاء الأسد في كل ما يجري في الساحة السورية، وعن أن مجرد بقائه هو ما يجلب المزيد من الإرهاب والإرهابيين.

أوباما لم يشر لعقوبات وزارة الخزانة وهو يتحدث عن إيران، ويقدم تنازلات جديدة لها في المجال النووي، وكأن من الممكن الفصل بين الطموح النووي العسكري وبين دعم الإرهاب في سورية والعراق ولبنان اليمن وغيرها، والتعاون الإيراني- القاعدي، الذي قام منذ سقوط نظام البعث الصدامي في العراق. وقرار وزارة الخزانة ضربة قوية للدعايات التي تشوش على الحقائق وتحاول توجيه الاتهامات وجهات أخرى. وهي ضربة تأتي بعد كشف الجنرال كيسي عن دور إيران في التخطيط لتفجيرات سامراء بالتواطؤ مع القاعدة. والمعلومات الجديدة المرتبطة بالقرار الأميركي الجديد، تفضح أيضا حقيقة علاقة إيران بزعيم كتائب عبد الله عزام، الماجد، وهو القاعدي المتهم بتفجير السفارة الإيرانية في لبنان، والتي لم تذهب فيه خسائر بشرية إيرانية كبيرة. ومن يجرؤ، ولغرض سياسي، على تفجير مرقد الإمام الغائب، الذي يعتبر خامنئي نفسه نائبا له والمقدس عند الشيعة، يهون عليه تدبير تفجير يقتل فيه بعض الإيرانيين إن كان ذلك ما تقتضيه المصلحة والحسابات السياسية، وعلى طريقة حرق الرايخشتاخ.
تنظيم داعش في سورية هذا وضعه اليوم. أما داعش في العراق، فلا يزال يقاتل في غرب العراق، ولا نعلم لمن ينتمي، ولمن ولاؤه؟

وبينما كانت الدعاية الحكومية العراقية تخيف المواطنين قبل أسابيع بقرب تسلل عناصر داعش لبغداد، وفي مناطق السنة بالتحديد، ولغرض القيام بالجرائم، فإن ما تكشفت عنه أيامنا هذه هو أن من يحتل بغداد فعلا هي عصابات إيران المسلحة في العراق، ولاسيما عصائب أهل الحق، ومعها عصابات البطاط ولواء بدر. ومعلوم أن العصائب، التي لا تزال مسلحة، مندرجة فيما يسمى بالعملية السياسية، وفي النية مشاركتها في الانتخابات القادمة بدعم مالي ودعائي من إيران. وزعيم بدر وزير يحمي طائرات السلاح الإيراني من أي تفتيش جدي، والبطاط يسرح ويقتل في وضح النهار بلا من يوقفه عند حده، وهو يستخدم الصواريخ في مهاجمة معسكر اللاجئين الإيرانيين – ليبرتي..

لقد فوجئ المواطنون العراقيون مؤخرا بجثث ملقاة بين النخيل وفي القنوات، وبرؤوس مقطوعة على طريقة الزرقاوي. وجميع الضحايا من طائفة السنة. وقد اعترف قياديان في العصائب، أحدهما باسم [أبو سجاد]، لمراسلي واشنطن بوست [ اقرأ الشرق الوسط عدد 11 الجاري] بأنهم هم مسؤولون عن هذه العمليات ردا على تفجيرات داعش. كما قالا إن الجيش غير قادر لوحده على صد الداعشيين، لأنهم مدربون على حرب الشوارع، وإن العصائبيين ينفذون عملياتهم وهم يرتدون زي الجيش ويخفون دورهم بالعمل مع القوات المسلحة. فهل تجهل الحكومة حقا هذا كله؟؟ أم إن هذه العصابات لها دور مرسوم من أعلى؟؟ كما كشفت العصائب بنفسها عن حقيقة ولائها المطلق، ليس للعراق، بل لنظام الولي الفقيه خامنئي وذلك باعترافها بالعدوان المسلح على صحيفة بغدادية نشرت بورتريه لخامنئي اعتبرتها عصائب الخزعلي مهينة للولي الإيراني الفقيه، فانفلتت لتعتدي بالعبوات الناسفة على مقر الصحيفة وتهدد الصحفيين. ولم تكتف بهذا، بل نظمت مظاهرة في ساحة التحرير تهتف لخامنئي، وتمجده، وتنذر حرية الصحافة والتعبير بالويل والثبور. ومؤكد أن هذه التحركات مسنودة كليا من فيلق القدس والسفارة الإيرانية، وأنها ترضي الكثيرين من زعماء الإسلام السياسي الشيعي. وهل ننسى تبرير الدكتور إبراهيم الجعفري لرفع صور خميني وخامنئي في الشوارع بحجة أنهما مرجعان دينيان، مع أن خميني كان هو الحاكم المطلق على إيران، وهو من أمر [باعتراف بني صدر] باستمرار الحرب مع العراق ست سنوات إضافية. وإن خامنئي هو حاكم إيران اليوم وقائد القوات المسلحة والحرس الثوري.

نعم، إيران هي المهيمنة على العراق، وهي راعية الإرهاب في المنطقة، سواء اعترف أوباما بهذا أم أغمض العينين!!

المصدر ايلاف

About عزيز الحاج

ولد عزيز الحاج على حيدر في الكاظمية من أبويين عراقيين كرديين [ فيلييّن]. أكمل دراسته العليا في كلية دار المعلمين العالية عام 1947 [ صارت كلية الآداب]. انضم للحزب الشيوعي العراقي عام 1946 وصار من كوادره وكتابه. وسجن في نوفمبر 1948 بحكم السجن المؤبد. ومر بسجون مختلفة حتى ثورة 14 تموز 58 . بعد الثورة أوكلت له مهمات تنظيمية وصار من الكتاب البارزين في الحزب الشيوعي. ورقي لمركز مرشح اللجنة المركزية في ربيع 59 أرسله الحزب لموسكو للدراسة ثم لبراغ لتمثيل الحزب في المجلة الشيوعية الدولية. عاد للعراق سرا عام 1966 وانتخب عضوا في المكتب السياسي. في أيلول 67 انفصل عن اللجنة المركزية ومعه كوادر وقواعد شيوعية وراحوا يعملون باسم الحزب الشيوعي ـ القيادة المركزية حتى اعتقاله في شباط 69 ترك العمل الحزبي بعد إطلاق سراحه في صيف 69 . في 1971 عين مندوبا للعراق في منظمة اليونسكو الدولية التربوية. بعد خروجه من الوظيفة انفصل كليا عن النظام وانصرف للكتابة والتأليف، وأصبح من الكتاب العراقيين الذين يدينون سلطة البعث، وكتب في ذلك عشرات المقالات الصحفية. ألف ونشر أكثر من ثلاثين كتابا، وآخر كتبه هو [ شهادة للتاريخ..] الصادر عام 2001 والذي يلخص فيه ويقيّم سيرته السياسية بروح النقد الذاتي الصارم ويعيد النظر في الكثير من مسلماته العقائدية السابقة من موقع ديمقراطي لبرالي. يواصل الكتابة في الصحف العراقية والمواقع الألكترونية.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.