الحرب بين مصر و حماس؟

Oliver كتبها

دعونا نصل إلي نهاية التوقعات.و بداية تقسيم المنطقة.لأن زمن المؤامرات قد ولي و فات و الآن يكشف كل لاعب عن وجهه المقيت.فاللعب أصبح علي المكشوف.إقترب وقت حصاد المؤامرات.وقت توزيع أدوار المؤامرات كان مجهولاً خفياً لكن وقت تقسيم الأنصبة يكون علنياً علي رؤوس الأشهاد.

السياسة تبدأ بفكرة خيالية يتم ترويضها و توظيفها لتحقيق مصالح ما لجماعة أو حزب أو دولة ما.و في هذا المقال أترك للخيال السياسي كل الآفاق ليتصور ما يشاء .

الكل يعرف أن الإخوان كانوا فقط أداة يلعب بها الآخرون.و هؤلاء الآخرون هم الولايات المتحدة و فرنسا و المانيا و إنجلترا و إيران و إسرائيل و تركيا.

نموذج قديم لحرب قادمة

حدث كثيراً أن الدول العربية فاض بها الكيل من إرهاب الجماعات الفلسطينية و خروجها الدائم علي القانون فقاومتهم حتي بالسلاح و طردتهم يغر رجعة.حدث هذا في الأردن في لبنان في سوريا و في مصر و في أماكن أخري.إذن ليس غريباً لو سمعنا أن حدثت معركة و تم فيها إنتزاع غزة من الخاطفة حماس و إعادتها للسلطة الفلسطينية بواسطة الجيش المصري.تعالوا نقرأ هذا النموذج و نقيس عليه.

معركة تل الزعتر نموذجاً لما (قد) يكون عليه السيناريو الجديد القديم بالمنطقة بإعتبار أنه كان تجربة ناجحة للتخلص من الإرهاب في لبنان..

تل الزعتر كان مخيماً بدأ ببضع مئات فروا من فلسطين و تجمعوا في مساحة كيلو متر واحد في منطقة بجنوب بيروت تسمي تل الزعتر.هذه المئات بدأت حياتها في تلك المنطقة اللبنانية التي كانت تقطنها أغلبية مسيحية مارونية .و سرعان ما أخذ الفلسطينيون الأمر بفكر توسعي طائفي.فضموا إلي هذه المنطقة الآلاف من المسلمين اللبنانيين ثم مزيد من الفلسطينين حتي أصبحوا أربعون ألف نسمة في منطقة إتسعت إلي ما لا يزيد عن ثلاثة كيلو مترات مربعة.ثم بدأ ينتشر الفكر المتطرف بفعل هؤلاء المتقوقعين حول الهوية الدينية.

كانت هذه الأعداد مغرية لإسرائيل لتستخدمها كمنطقة واقية من هجمات المقاومة اللبنانية التي تتم بسلاح سوري.فكان أن إستخدمت هذا التل لتفكيك بيروت جنوباً و شمالاً.فيسهل عليها إصطياد المهاجمين لها.

و كان ياسر عرفات متفقاً مع الإدارة الإسرائيلية علي إستخدام تل الزعتر درعاً أولياً لإسرائيل.

كانت سوريا مسيطرة علي لبنان و وجدت أن تل الزعتر عائقاً يحول دون تحقيقها حرب إستنزاف تنهك إسرائيل فإتفقت مع الكتائب اللبنانية بقيادة بيير الجميل علي محاصرة التل و طرد الفلسطينين الذين كانوا يعيثون فساداً في كل بيروت و يلقون يومياً ضحاياهم من المارونيين علي أرصفة بيروت .(قارن بما حدث في كنائس مصر)

تم تحقيق الهدف من وجود الفلسطينيين و تم نشر الفكر الطائفي بسببهم تمهيداً لتقسم لبنان إلي دويلات صغيرة كي يمكن إستبعاد أحد جبهات الصراع العربي الإسرائيلي إذاً لم تعد هناك حاجة إلي هؤلاء الفلسطينيين خصوصاً بعد أن إستفحلت قواهم التسليحية حتي أنهم لم يعودوا يخضعوا للقانون اللبناني في شيء.لقد صاروا مارقين علي قانون الدولة التي تأويهم؟

و إسرائيل لم يعد من مصلحتها أن تكون هذه القوة المسلحة بالقرب من أبوابها.

و ياسر عرفات لا يريد هذه القوة الفلسطينية لأنها لم تعد تنسق مع فتح بل كانت تتبني قراراتها و عملياتها العسكرية من نفسها فهي أيضاً مارقة علي فتح؟

و لبنان لا يريد هذه القوة لأنها تهدد سيادته علي أرضه.

و سوريا لا تريد هذه القوة لأنها تتسبب لها في مشاكل عسكرية و تورطها و هي غير المستعدة لحرب مع إسرائيل.

إذن إجتمع الجميع علي مصلحة و هي إنهاء هذا المخيم بعد أن إستنفذ دوره. لكن الوحيدون الذين لا يريدون إغلاق هذا المخيم هم الفلسطينيون المارقون من الحركات الفلسطينية المسلحة.

نهاية القصة أن الكتائب اللبنانية و القوات السورية دكت المخيم الذي كان نقطة إختراق للسيادة اللبنانية و السوري معاً حين كانت سوريا تقاسم لبنان السيادة.و خرج من تبقي من الفلسطينيين تشيعهم لعنات اللبنانيين الذين قاسوا من هؤلاء الوافدين الذين لم يقدموا إمتناناً للبلد الذي إستضافهم في محنتهم بل باعوه و صاروا عبئاً عليه و تهديداً لأمنه و إنتهاكاً لسيادته.

سيناء و حماس

ليس خافياً علي أحد أن سيناء كانت الملعب الخلفي لحماس و هي الذراع العسكري للإخوان. يعرف الجميع أن حماس هي الإبنة الكبري لجماعة الإخوان.تأتمر بأمر المرشد قبل الجميع.و تنفذ سياسات التنظيم الدولي بغير مواربة.

كانت سيناء سوق سلاح رائج. من الأسلحة اليدوية حتي صواريخ سام و جراد التي كان يظن من قدموها لحماس أنها ستدافع بها عن فلسطين لكنها أخفتها لتتاجر بها في سيناء؟

سيناء هذه كانت منطقة منعزلة لا سيادة حقيقية عليها.الأنفاق تخترق بطونها في كل شبر و إتجاه.فتدخل الأسلحة و يتم التسليم و التسلم عبر الأنفاق.كانت سيناء أيضاً سوق تهريب للبشر و البضائع بأرباح خيالية تصب يومياً في جيوب قادة حماس.كانت سيناء مرتعاً يأوي الجماعت الإرهابية فتسكنها آمنة هانئة بغير أن تخشي أحد و لا حتي تحتاج إلي الإختباء و التنكر.بل تعيش و تزهو علانية أنها هناك حرة طليقة.و حماس تربي في هذه الجماعات لتقايض عليها إذا إحتاج الأمر.و تستخدمهم كمرتزقة للحرب لحساب الغير حين اللزوم.

حماس كانت تحتل سيناء إحتلالاً فعلياً بقوة الإرهاب.و قد زرعت لنفسها عيوناً من جميع قبائل سيناء و رصدت أموالاً لشيوخ القبائل فيها لكي تعجز القوات المسلحة المصرية عن إيجاد دعم داخلي لها من شعب سيناء مما يعرقل اية محاولة لتطهير سيناء.

لهذا نري أنه وسط كل ثلاثة يقتلون من الإرهابيين في سيناء يكون واحد منهم حمساوي.و حتي نهاية أكتوبر تم القبض علي أربعمائة تكفيري منهم مائة فلسطيني حمساوي؟

و بين حماس و مصر ثأرمتبادل بسبب القبض علي كثير من قادة تنظيم حماس و إيداعهم السجون المصرية و كلنا نعرف أن إقتحام السجون المصرية وقت الثورة كان بواسطة قوات حماس لتحرير أعضاء حماس و الإخوان ( و هم تنظيم واحد) . الكراهية الآن متبادلة.و دور حماس في قتل الجنود و إختطاف جنود آخرين ليس خافياً علي أحد.و لا زال هناك ضباط مختطفين أحياء لدي حماس و هي تنكر.بينما تحتفظ بهم ليوم أسود سيأتي عليهم حين يتم القضاء علي تنظيمهم بأكمله فتستخدمهم للمقايضة لإنهاء القضاء عليهم أو مبادلة قادتهم بهؤلاء المختطفين.

و ليس غريباً أنه حدث أن دبابات مصرية دخلت قطاع غزة و تمشت خمسة كيلو مترات دون أن يجرؤ أحد علي إعتراضها و عادت وسط تساؤلات عن سر هذا الإستعراض المسلح و مغزاه.كما أن طائرات حربية دخلت إلي هناك و وقتها ابو مازن بأن هذه الطلعة تمت بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية (ضد حماس).هذه الموجات ليست عشوائية و لا هي مجرد إستعراض.فتحريك القطع في العالم العسكري يتم بحسابات معقدة و يخضع لحساب جميع الإحتمالات.لابد أن هناك هدف وراء هذه التصرفات الذي ربما يكون تلويحاً بما سيكون.و تجربة عملية لما هو مزمع أن يتم لدك حماس علي رؤوس أصحابها.

لابد أن نعرف أنه واحد من أهم أسباب قوة الإخوان هو حماس .هم يستندون عليهم في تنفيذ مخططاتهم التخريبية و تهديد الأمن المصري.و حماس بعد أن أذعنت لإتفاق إيقاف الأعمال العدائية ضد غسرائيل لم تجد مكان تمارس فيه البلجة و الإرهاب سوي مصر عن طريق سيناء و أنفاقها.

و ضعف الإخوان و تقلييم أظافرهم يبدأ من سيناء.من إستبعاد حماس من المعادلة.أمنياً و مخابراتياً و سياسياً و عسكرياً.و هذا ليس بالأمر الهين بل يحتاج جهداً كبيراً و تضحيات تصل إلي تضحيات الحروب الكبري.

و بحسبة بسيطة نظرياً معقدة عملياً أقول أن القضاء علي الإرهاب يعني أولاً القضاء علي حماس و إنهاكها عسكرياً.

ثم يتبادر للأذهان إستفسارات عن موقف القوي المحلية و العالمية من معركة كهذه؟

ما موقف السعودية؟ ستؤيد بشدة لأنها في عداوة مع حماس منذ نشأتها لأنها مارست البلطجة علي العائلة المالكية و أقلقتهم كثيراً في السعودية و كانت هذه القوي مع صدام حين هدد بإجتياح السعودية بعد الكويت.

ما موقف إسرائيل؟ لن تمانع فهي من مصلحتها إضعاف كافة القوي حولها.و القضاء علي حماس يعني عشرون عاماً من الإطمئنان علي أحوال الجبهة الجنوبية الإسرائيلية مما ينعش السياحة أكثر و يصب في صالح إسرائيل من الناحية الإقتصادية و العسكرية ايضاً.

ما موقف أمريكا؟ ما دامت إسرائيل لا تمانع فأمريكا لن تمانع أيضاً .لكن هناك عائق.أن إيران تريد بقاء حماس و أمريكا تريد الصلح مع إيران لتكليفها بمهام كثيرة في المنطقة بعد فشل تركيا و عدم وجود قوة قادرة علي إحداث توازن في الشرق الأوسط.لهذا سيكون موافقة أمريكا مشروط بأن لا يمتد الأمر للقضاء التام علي حماس بل فقط تقليم أظافرها و ردعها.

ما موقف إيران؟ ستعترض.فحماس إخوانية بأموال إيرانية.عسكرية بمخابرات إيرانية.بين حسن نصر الله و بين حماس ود دفين إذ يجمعهما الحاضنة إيران.و سيتكرر وقتها التهديد الدائي لحسن نصر الله كما قال عند إجتياح غسرائيل لغزة بأن حزب الله لن يسمح بالقضاء علي حماس و لكنه فقط عنترية وهمية.لكن ليس هذا كل شيء.إذ يمكن أن يتم المقايضة مع إيران بإعادة العلاقات و وضع حدود لهذه المعركة المحتملة لا تتعداها الأحداث أي الإكتفاء بضربة تأديبية.

ما موقف الإخوان؟ سيعيثون فساداً و يجن جنونهم.لأن القضاء علي حماس فيه إختفاء هذه الجماعة الإرهابية إلي الأبد و إعادتها إلي نقطة الصفر حيث تصبح شراذم إرهابية و بؤر و خلايا سرية مثل المافيا و و ينعدم تأثيرها السياسي و تصبح كاية عصابة مطاردة من المجتمع. الإخوان سيعتبرون الأمر مسألة حياة أو موت و حينها سينسحب الكثير من أعضاء هذه الجماعة من غير القياديين و لن يتبقي سوي المنتفعين اصدقاء القاعدة و الظواهري.

موقف تركيا: سيكون موقفاً دعائياً أكثر منه حقيقياً.مثل محاولتها إرسال سفينة وقت ضرب غزة العام الماضي فكان مصيرها القتل و القبض علي الباقين.تركيا الآن في ورطة و قد تجد حرباً كهذه وسيلة للخروج من الورطة السياسية الداخلية التي تهدد أردوغان.لكن موافقة أمريكا و إسرائيل علي حرب كهذه يشل السياسة التركية فتتخذ مواقف عنترية في الإعلام فقط بلا أي أثر علي الواقع.

موقف الرأي العام المصري: في معظمه سيكون سعيداً طالما كان الضرب و الأسلحة موجهين للإرهابيين دون المدنيين.و علي الحدود دون الدخول في العمق السكاني.و تقديم المعلومات متي تم بإحترافية سوف يستقطب أكبر عدد من المؤيدين سواء في السياسة أو الصحافة أو الإعلام.هؤلاء هم الذين يجب أن تحرص المؤسسة العسكرية علي إقناعهم لأن في إقتناعهم إتجاه سيقود الشارع المصري للتعاطف مع هذه المعركة المصرية التي تخلص مصر من اشخاص ثبت أنهم أعداء لا أصدقاء لمصر و شعبها.

هذه الحرب أمر قابل للنقاش و الإضافة و الإستبعاد لكنه عند السياسيين إحتمال و عند العسكريين أحد الحلول و عند الإخوان هذه هي أم الكوارث.

صلاة العام الجديد

يا من صنعت كل الأيام.كل الأيام تسبحك.النهار و الليل يتسابقان كي ينطرحا في يدك تعمل بهما كما يحلو لك.هذا العمر الذي وهبتنا إياه هو مزيج من حبك و مراحمك و طول أناتك.هذا الزمن سبيكة مزجتها يداك من شفقتك و حنانك.النور فيه نورك.و إختفاء النور فيه هو من سلطانك.

الراحلون إليك تصحبهم قصص الباقين هنا.يحكون لك أنت العارف بالخبايا.يحملون إليك رسائلنا رغم أنك تعلمها من قبل أن نرسلها.الطبيعة تطوي أحد أوراقها فتهبها أنت صفحة جديدة بيضاء تسطر فيها مراحم جديدة و إحسانات تتجدد كل صباح.الناس يبتهلون أو يتهللون أو يتلاهون لكنك تهب الجميع سنة جديدة ليباركونك إسمك فيها لا تحرم أحداً لكونه خاطئ بل تشرق علي الجميع حبك الأبدي.

تمد يداً طالما إمتدت آلاف السنين و لم تكل و لم تزل ممدودة.أيها الرب يسوع الحلو ما أطيب أسمك.أنت أطيب ما في الوجود.و روحك القدوس المعزي هو يقدمنا إليك و يقدمك إلينا.و أبيك الصالح الذي بحبه أرسلك إلينا و بحبك ترسلنا إليه.أيها الثالوث المحيي إبق فينا بغير إنقطاع.ملاشياً كل ما لا يليق فينا.

الأيام تتبعك.تعود إلي مكامن الينبوع الذي منه إنبثقت.هناك لا تختفي الأزمنة.كلها حاضرة عندك بغر إختفاء.تبق كصفحة مبسوطة قدام عينيك.أنت تحفظها لتبارك الصديق و تنتقم لدماء المظلومين.أنت تحفظها يا من لا تنس تعب المحبة.هذه الأيام تمضي عندنا لكنها عندك تستقر.

أيها القدوس الذي لا توصف عظمة قداسته.هب لكل نفس عطشي إليك بعضاً من قداستك.أشبع الجائعين إلي شخصك.أرو العطاشي إلي محبتك.إمسح دموع التائبين ليبدأوا سيرة مقدسة بغير قلب منقسم.

إحفظ العذاري و الأبكار في بتولية محبتك.و قدس حياة الذين في زيجة.أذكر أن لك مذبح في وطننا.نريده أن يكون وطنك يا سيد الأوطان.كن حاضراً وسط الشعوب كلها.فلا يراك أحد غريباً هناك.إفتح أعين القساة القلوب فتصيرهم عجباً يعملون لمجد إسمك .

ليس في الأيام ذخر يغنينا غيرك.ليس هناك آمان و حماية إلا في دمك القاني.ليس لنا رجاء إلا في روحك القدوس روح الرجاء.أما نحن فنحن مثل عصافة ريح تأخذها و تختفي.فلا تقف في المحاكمة مع حفنة طين أعددتها أنت لتصنع منها آنية.لا تقف في الدينونة لتحاكمنا و إلا سنفني.بل أستر بدمك و غطينا بمسحتك.فلتسترنا مراحمك و ليشفع فينا روحك.أمح ذنوبنا الحاضرة و المستأنفة كي نتطهر بشخصك أنت بدمك أنت فنهتف رغم ضعفنا أن أبينا السماوي صنعنا أبطالاً.

يا من أغني الفقراء ها نحن في حاجة إلي غني حكمتك.يا من اشبع الجياع نحن هنا أيضاً نطلب الخبز الأبدي.يا من رفع المتضعين إعطنا سلطان دائماً لندوس الحيات و العقارب و كل ضعف و خطية.يا من وعدنا بالعشرة الأبدية معه نحن لن يهدأ لنا بال إلا لما نجد أنفسنا في حضنك الأبدي بغير حواجز العالم و الجسد و الخطية.طمئننا في ضعفنا أن نصيبنا فيك لن يضمحل.أبق صوتك واضحاً لنا لا يخفيه ضجيج العالم.نحن لا نعرف فادياً و معزياً و حبيباً إلا الثالوث الأقدس.كن لنا في كل الظروف لأننا لك.

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.