الليبرالية الراشدة

اذا كان هناك من يسكن في زوايا عقله وهم الخلافة الراشدة-وحلم العودة –على يد الجلاوزة الجدد فإنه في المقابل هناك من يسكن في زوايا عقله هم الخلافة الليبرالية غير المؤطرة ورايتها العدالة ورؤيتها التي تتصالح مع نفسها ومع الآخرين لتؤسس لفضاءات السلام ,وفي الذاكرة التاريخية للعرب أهم مايميز الرشد في المنجز هو مدى ارتباطه وتعلقه بالشخصنة –مع غياب كلي لدورالمؤسسات الراشدة- ففي التاريخ الاسلامي لم تكن خلافه راشدة لولم توجد شخصيات محوريه مثل شخصية ابوبكر وعمر –رضي الله عنهما- وكل ما أتى بعد-عمر- ما هو الاتكريس لوهم من أوهام التصور الخاطئ وسوء التطبيق فلا الأمويون (رضي الله عنهم )ولا العباسيون (رضي الله عنهم)ولاحتى بنو عثمان أقاموا الخلافة الراشدة انماهي معارك على مكتسبات وأحيانا تأخذ شكل التطاحن العرقي لتصفية الخصوم تحت وطأة السيف لارحمة الدين فالدين نحي جانبا واختصر في فتاوى تشمئزمنها نفوس (الأحرار) نعم كان هناك قاده عظماء ولكنهم وقعوا تحت تأثير الحماس دون أن يعوا الهدف الحقيقي الذي ماهو إلا من اجل اقتطاع أرزاق العباد في أصقاع الأرض وجعلها عند أرجل الخليفة عندما جعل كل همه أن ينتظر أخبار البريد وما تزفه له الريح من حمولة السفن من الشعر الأشقر والذهب الأصفر فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يؤسس إمبراطوريه للسبي أوإراقة الدماء ولم يرغب في ذلك بقدر ماهو المبعوث رحمة للعالمين من خلال كلمة الحق ((فبمارحمة من الله لنت لهم ))وحق تقرير المصير ((ولله مافي السموات ومافي الارض فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم)) فالإسلام معني بالتعايش وليس معني أن يكون له حد فاصل يمنع المسلمين من التعايش مع غيرهم بل هو فضاء رحب يسع الكل لكن المهووسين بالزعامة والبطولات الوهمية والمجد الشخصي تحت غطاء الدين- أوالمتبنين لفكرة (سياسية)متطرفة نابعة من معتقد ديني أو عرقي مثل القاعديين ودعاة تفجير المجتمع المتمدن فهم الذين جعلوا الإسلام ينحسرمن قلوب الناس فصنعوا للدين حدودا لايمكن أن تدخل في رحمتها إلا من هو على شاكلتهم ورؤيتهم بينما هو غيمة حب وحنان تمطر سلاما على رؤوس الأطفال –لاتفجرهم –من قبل الذين صادروا تفكير الناس وجعلوا في أذانهم وقرا وعلى إبصارهم غشاوة وعلى قلوبهم أكنة فيقتلون على الرأي وينتهكون حرمات بعضهم البعض –حتى الموتى – لوكان الخلاف على مسائل تتعلق بأبسط المعاملات’ فالدين عندما يزج به في المنجز المدني وهو (الدولة العادلة) سيقودها إلى أن تنتحر على أسوار المتدينين لأن المشكلة ليست في الدين (الواضح) بل المشكلة في المتدين عندما يصادف هوى (دنيوي) هنا يظهر الالتباس و(اللبس )ويخسر الدين المعركة لأنه يتحول الى ضحية هو أيضا مثله مثل البسطاء الذين هدمت بيوتهم وسبيت ذراريهم وفجرت منجزاتهم فالغلطة التاريخية للمسلمين خصوصا العرب كونهم جعلوا من الإسلام مجرد ولاية وولاة وهذه النظرية هي التي جعلت الحاكم لاينفك عن تاريخه القبلي بعد ان ارتقى في سلم التدين لاسيما إذا كانت هذه الشخصية تنطلق من كونها قادمة من بيئة صراعات,فالمحصلة النهائية لاالذين يعتقدون أنهم ورثة الأنبياء لهم الحق في أن يصادروا من الناس منجزاتهم التي أورثتها لهم أنظمتهم وعقدهم الاجتماعي والسياسي وحقهم ولا الذين يعتقدون أنهم ورثوا الزعامة لهم الحق في أن يؤسسوا مزارعهم كي يضفوا عليها جلال الله بعيدا عن رغيف الناس ، الأذكياء فقط هم الذين يدورون مع فلك الأيام فلا يقفوا عند زمن الماضي إذا رأوا أن المستقبل يحاصرهم والنظرية مهما كانت فأضله فلابد أن تفسد والديمومة التاريخية للتعايش بين المكونات هي نفي الاستبداد فالله –عز وجل-لايريد من الناس أن يكونوا دولا باسمه –كدولة الزرقاوي والبغدادي ولصوص الصومال –وجبهة النصرة -لتكون منجزاتها أن تقتل وتظلم ولا يرضى أن يكون له مقاتلون جلاوزة –يلعقون سواطيرهم في الليل والنهار ليقطعون بها رقاب الناس بقدرمايريد منهم أن يعيشوا متعة الاختلاف ولذلك خلقهم ,ويريد لهم (سلطان) يزع الله به مالايزع بالقرآن ,فالناس ليس دائما يقوم سلوكهم الخاطئ خطيب يأتي كل جمعه مرتديا أبهى الحلل ثم يمضي الى بيت عامر بتعدد الزوجات والمأكولات ولاتقوم سلوكه كثرة المدارس الدينيه والمواعظ بقدر مايقومهم النظام العادل والحكم الراشد القوي الذي يحيى في التطبيق ولايموت في الادراج
عمري الرحيل

About عمري الرحيل

شاعر سعودي من عرعر شارك بمسابقة شاعر المليون في الإمارات له عدد من المشاركات والكتابات له ديوان شعري بعنوان(السهر نام بعيوني) صدر عن طريق هيئة ابوظبي للثقافة والسياحة استعد لاصدار رواية (فكرية )
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.